13 نوفمبر 2025

تسجيل

وقفة ضد تهويد فلسطين

24 يوليو 2015

مازالت إسرائيل تواصل مشاريع القرصنة الفكرية والتاريخية، وتسعى لتهويد كل فلسطين، حتى لا يبقى موطئ قدم، لأي فلسطيني في المستقبل. ولا تفتأ الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة تعلن عن مشاريع تلو الأخرى، في محاولة لتهويد كل أثر عربي وإسلامي؛ بداية من القدس والمسجد الأقصى، إلى الأماكن المقدسة في الناصرة والخليل، لتحقق المقولة الذائعة "شعب بلا أرض". وتتوالى الحفريات، والاقتحامات للمسجد الأقصى، والمشاريع التهويدية، وكان آخرها ـ أمس ـ بالإعلان عن اقتحامات جماعية الأحد المقبل، وقال مجلس الإفتاء الفلسطيني: إنه يمثل إعلاناً رسمياً لتحويل الأقصى، إلى كنيس يهودي، وينذر بحرب دينية، كما أعلنت إسرائيل عن إقامة مشروع تهويدي ضخم، يشمل 192 وحدة سكنية، وفندقاً ومركزاً تجارياً، على أرض تابعة لمقبرة مأمن الله؛ الإسلامية التاريخية في القدس، والتي أنشئت في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ضاربة إسرائيل ـ بذلك ـ كل الأعراف والقوانين، التي تحظر انتهاك المقدسات الواقعة تحت الاحتلال، في تحد سافر لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية. إن سعي إسرائيل الحثيث، لإزالة التاريخ الإسلامي والعربي، عن وجه فلسطين، معلوم منذ القدم، ولكن ما موقفنا نحن العرب والمسلمين تجاه هذه الاعتداءات السافرة، التي ترتكب، في ذروة انشغالنا، أو إشغالنا بنزاعات وقتية، تستنفد قوانا وطاقاتنا، دون موقف واضح وصريح، حفاظاً على عروبتنا ومقدساتنا الإسلامية.. لقد أستنكر مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى، تصاعد وتيرة الدعوات الإسرائيلية، لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الشعائر التلمودية في رحابه الطاهرة، منبهاً إلى أن التهويد، يهدد وجود المسجد الأقصى. وناشد مجلس الإفتاء، العالم أجمع؛ بدوله، وحكوماته، ومنظماته، ومؤسساته، وهيئاته الحقوقية: "العمل على ثني سلطات الاحتلال، عما تقوم به من انتهاكات صارخة بحق الإنسان الفلسطيني، وأرضه، ومقدساته الإسلامية، والمسيحية، واتخاذ القرارات العملية، لدرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس، والفلسطينيين، للحفاظ على طهارة المدينة المقدسة، ومنع محاولات التهويد، التي تجري على قدم وساق". المطلوب إسلامياً وعربياً، التحرك السريع، إلى عقد قمة إسلامية جامعة، لاتخاذ موقف عملي، وآليات تنفيذية، تجبر الاحتلال ومن يقف وراءه، على التراجع عن مخططاته التهويدية، التي يريد بها إفراغ القضية الفلسطينية، والدولة القادمة، من مضمونها، حتى تصير حبراً على الورق.