12 سبتمبر 2025
تسجيلرفوف ملونة تكفلت بحمل غرامي في جمع كتب لا أمل من اقتنائها كلما سنحت لي الفرصة.. وقفت أمامها كتائهة لا تعرف من أين تبدأ ترتيب ما تحبه في حياتها برغم أن الخريطة واضحة في يدها. بأصابع غاضبة من غبار يقتنص لحظات غيابي مسحت تراكمات الأيام عن وجه أول كتاب استنجد بي قبل أن يختنق ويموت في كفن النسيان. " إلى متى تجمعين هالكتب " " إلى متى تبذرين أموالك على الورق " (تقول أمي) عبارات تطايرت مع ذرات الغبار ووقفت على منافذ أنفاسي ولكن لفظتها عطساتي المتلاحقة لاتجاهل من جديد ما لا يروق لي أو يقنعني، فلست مستعدة للتخلي عن شيء أحبه وأريده كما أفعل أحياناً مع الأشياء الضرورية. غرقت في ترتيب كتبي علني اقنع وقتي المزدحم بمواصلة القراءة وتحدي تسارع الساعة ولهاث الحياة. يصيبنا الحزن عندما نستسلم لأشياء أقوى منا، أشياء تجعل التنازل لغة حتمية نلجأ لها عندما نفقد لغة الحياة التي نود أن نعيش بها كما نريد أو كما نحب. من يقنعنا بالعودة إلى أحلامنا.. بالعودة إلى أجمل الحكايات التي نود أن نختتم بها حياتنا، بيت صغير جميل التفاصيل.. شريك مبتسم يشاركنا ما نحب.. نتنقاش.. نضحك.. نغضب.. نكتشف العالم في رحلات ترافقنا فيها كتبنا حتى نكبر ونجلس في كل صباح على شرفة لا تفارقها ابتسامة شمس.. بعض الأحلام وإن كانت جميلة لا تشبه واقعنا، نختارها لنسّكن وجع الحقيقة.. ونظل في انتظارها حتى آخر رمق.. قد يلومننا لأننا (نحلم) لأننا لا (نشبههم) لأننا (نؤمن) بحقنا بامتلاك شيء نحبه، وقد نلوم أنفسنا لأننا نخضع، ونستسلم في حين أننا قادرون على المواجهة والنضال والوصول إلى أبسط الأحلام. في ترتيبي الجديد لمكتبتي توصلت إلى قناعة أن ليس كل ما يبرق ذهباً وليس كل ما يروق للآخرين يروق لنا، لذا سأعيد ترتيب أحلامي مع أوراقي وتشكيل ملامح جديدة تناسب قالبي الذي تغير كثيراً مؤخراً.. لا يهم أن أصل المهم أنني حاولت إيجاد السبيل إلى الطريق الذي أريده.. هناك تفاصيل صغيرة لو تأملناها ربما استطعنا تغيير حياتنا الروتينية وبدأنا نعيش كما نريد. بعض المواقف البسيطة قادرة تغيير دفة الحياة، ولكنها تحتاج إلى قرارات أكبر من حجم الموقف. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. لا تسمح لأشياء جميلة أن تغادرك دون أن تعيشها، ولا تسمح للحياة أن تسرقك منها.