19 سبتمبر 2025

تسجيل

السلطة والتحليل النفسي!

24 يوليو 2013

يروى عن حسني مبارك في إحدى زياراته للولايات المتحدة أن سأله المحاور الأمريكي الأشهر تشارلي روز (Charlie Rose)، لماذا لا توجد ديمقراطية في مصر؟ فرد مبارك: ببساطة لأن الشعب ليس مستعدا بعد؟! المقولة نفسها تتكرر اليوم من قيادات ودول عربية في محاولة يائسه لصد مد المطالب بالإصلاحات والتغيير، وإيقاف عجلة الحراك السياسي الذي انطلق في شوارع دول العربية واسقط مبارك وبن علي والقذافي وعلي صالح وبشار على الطريق.الدكتورة نهلة ناجى، أستاذ الطب النفسي ترى "استحالة" تنحى الحاكم الذي يبقى في السلطة لسنوات طويلة، مرجعة الأمر إلى عاملين: الأول أنه يشعر بعد استمراره في الحكم بإحساس بالعظمة والغرور والتميز والفوقية عن باقي البشر، يجعله يتشبث بعرشه، ليتحول هذا التشبث إلى نوع من الدفاع عن النفس خشية المساءلة فور خروجه من السلطة، والعامل الثاني ثقافي، ويتعلق بالحكام في المنطقة العربية، حيث يستمر الحاكم فى السلطة وفق ثقافة القبيلة، وبـأنه كبيرها، وبالتالي فهو فوق المساءلة، أو المطالبة بالنزول عن كرسي العرش.جاسم السعدون، في دراسة له يذكر أن الحاكم العربي، يبدأ إصلاحياً ويحمل مشروعا نهضويا، ولكن ينتهي الأمر به الى أن يتحول إلى كل المشروع، أو هو الدولة. فالحاكم الذي يبدأ بنفس إصلاحي، ينتهي الأمر به يعيش بدائرة ضيقة محكمة لا يرى خارجها، وإغواء السلطة المطلقة والثروة الضخمة، يجعله لا يسمع سوى ما يحب، ويخلق عالمه الخاص به، حيث تختزل الدولة في شخصه والمقربين جداً منه، فلا مدينة ولا جامعة ولا استاد رياضي ولا ميدان أو شارع رئيسي، سوى باسمه أو باسم من يحب. ولا يختلف حاكم عربي في الجمهوريات أو الملكيات العربية عن الآخر، ولكن تتفاوت فقط حدة اختزال الدولة في شخصه، طبقاً لاختلاف مدى تقدم المجتمع وعراقته، وطبقاً للمدى الزمني الذي مر على حكم الزعيم. موضحا أن العرب فشلوا فشلاً ذريعاً في مشروعهم التنموي، لأن مشروع الحكم يتناقص مع مشروع الدولة، ولا تنمية دون دولة، فالحصيلة كانت تخلفا وبطالة، وفوق تلك البيعة البائسة، قهر وسلب لكرامة الإنسان.