25 سبتمبر 2025

تسجيل

شام

24 يوليو 2012

كما عاشقِين على أول الليل / نحثّ الأغاني إلى عشبها / كما الوقت يفتح أحلامنا النائية / نضيّع أسماءنا في الرحيل / نهش ّعلى ممكن ٍ واجفٍ / لعلّي أراهن موتي / على قطرةٍ باقية. تعيد انتظاري لترنيمة الشيخ / حين يعود إلى ورده / ويجهش في السجدة الثانية كما أمهاتٍ / تثرثر ملء مواويلهنّ الدموع / أخبّ إلى نسغي المستضام ِ / القصيّ عن النخلِ /الشجيّ بلا رفّةٍ حانية. لا فضاء أراه يهيم بقاماتنا / ولا قمرٌ يستحمّ بليل الرؤى / ولا سنونوةٌ تشرئبّ إلى ما نشيم / نشيم نهاراتها وفستقها / والذي أغفلته الحكايات من برد كانون / في الحنطة الآتية. أقاسمك الآن هذي المراثي / وهذا الوجيع من الوجد / وهذا المطر / غداة يمرّ على باب بيتي موتٌ أليف غداة أعودُ / ملاكاً من الورد / أشهقُ كلّ الفضاء / أعدّ الخطايا التي لم أذقها / أعدّ الوجوه التي رسمتها عذاباتها في حروفي / وكلّ الوجوه التي مارست لعبة الأقنعة / ومرّت عليّ بثوب النصيحة ِ آه ٍ وأعرف قلبي / سيتركني وخطاي الكسولة َ / في غمرة السابلة / سيسرفُ في ذا المسمّى " الحنين " / و لا حول لي / كي أماري صباباته / ويعرف أني صبرت عليه / وهذّبت ورد العتاب / و أتقنت عدّ خطاه . ولكن؟ سيمشي وحيدا / ويمضي إلى جملةٍ في الغياب / وأعرفه يستحي ويكابر / ولن ينحني للبكاء إذا نادمته الحروف / وظلّلها بعريش العنب / وأعرفه / إذ يطلّ نداماه ليلا / من الأغنيات / وكأس القصيد/ِ يغنّي لهم / ويجوس المكان البعيد براحات أنّاتِهِ. أجل.. وأعرفه حين تملأ أمّي له كأساً من الشاي / وتوقد حقلاً من الذكريات / لعلّ على النار بعض الحطب وأعرفه لا يردّ علي َّ السلام َ / ولا يحتفي بندوبي. أجل عاتبٌ / لأنّي تأخّرت جدّاً عليه / حين استفاق الحمام ُ/ على طعنة في المساء الرطيبِ أجل.. ويمدّ البحار إلى ليله / ثمّ يعدو / يبارزُ وهجَ الظهيرة/ يفني تباريح نشوانةً ً/ ويزعم أنّ اليمام على نقطة النون يشدو / وأعرف قلبي / يطيب له أن يعبّ حروف البلاد / ويحرس معنى البياض ِ/ الذي يتضاءل حتّى السواد / كما لا يطيب له أن تذلّ القبيلة / ولا أن يرى خوذةً تستريح / ولم يتعلّم من النهر كيف يسافر دون حصاه/ ولم يتعلّم من الآخرين احتراف النميمة / كذلك أحلامه لم تشذّ عن المتن / غماماته.. لم تكفّ مناديلها عن غناء الطيور / وأعرفه... لا يحنّ عليّ. وأنا سادرٌ ـ كنتُ ـ في لمّ أشواقه / بلا حجّة أتسلّى بتقليبها / ولا رعشةٍ في ارتباك اليدين / أسمّي النهار حصاد السريرةِ / أشدو بلا غيمةٍ / قد تردّ العصافير نحو المغيب / وأرمي لما يتبقّى من العاديات / حروف الصهيل ولي من بكائي على داثرات الطلول / احتمائي بنزفي.. ولي في صلاتي على شاطئ الليل / فصلٌ قديمٌ من النحو / يسرفُ في طيّبات الشواهد ِ / لي ما يبلّ المسافة بين السكون الجميل / وبين انثيال الأغاني التي غسّلتني بحزن ٍ طويلٍ طويل . ولي قبّراتي / إذا كان أجهش بين الأصابع قلبي / ومال على وردةٍ ذابلة / تلهّى / ليتركني وخطاي الكسولة َ في غمرة السابلة / ولي وجع ٌنازفٌ لا يريم / إذا تركتني رفيقة دربي / وقالت " تأخرت عنّي / وأسرفْت َ في غربة ٍ قاتلة / فمن سوف يأخذُ فيّ العزاء / ومن سيزيّن قبري الصغير ببيت رثاء " / فأمضي قصيّاً....... قصيّاً إلى دفتر العائلة / إلى بيت قلبي / ولكنّ قلبي سيمشي وحيداً / لأهجع في فسحةٍ من غناء / أحنّ إلى مزنةٍ هاطلة / غير أنّي أخاف إذا ما بكيت بأن يستفيقوا / يبلّل ُ دمعي مناماتهم / فأضحك ُ / أضحكُ / أضحك ُ / حتّى البكاء الطليق / ولي كلّ ما تركته النجوم من الضوء .. يفلّي الطريق / ولي كلّ آهةِ حزن ٍ / تندّ ُ عن الطّين / وعشب النهار الحزين / ولي ثّـَــمّ َ لي جمرةٌ طيّبة / يموت بها إخوتي الطيّبون / تؤوّل فينا رماد النصوص/ وتقرأ أيّامنا المتعبة.