23 سبتمبر 2025
تسجيلظلت الجامعة العربية في حالة صمت منذ أبريل من العام الماضي، تاريخ عدوان خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس وعلى حكومة الوفاق الوطني صاحبة الشرعية المعترف بها لدى المجتمع الدولي، بل وتجاهلت حينها حتى طلب حكومة الوفاق بعقد جلسة حول ليبيا رغم توفر النصاب لها. وبالأمس، خلافا لما كان عليه الحال، عقد مجلس الجامعة اجتماعا على المستوى الوزاري في دورته غير العادية لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا، وهو الاجتماع الذي جاء على عجل بعد أن دحرت الحكومة المعترف بها مليشيات حفتر، في صورة تعكس نوعا من ازدواجية المعايير لدى الجامعة، وهو ما دفع ليبيا إلى تخفيض مستوى تمثيلها، احتجاجا على ذلك. وبينما كان هذا حال بعض الدول التي ساهمت في تأجيج وإشعال الفتنة في ليبيا، كان موقف قطر الثابت إزاء النزاع في ليبيا يقوم على؛ أولا: دعم حكومة الوفاق الوطني التي تحظى باعتراف المجتمع الدولي، وثانيا: دعوة كل الليبيين إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات ومخرجاته والعودة إلى المفاوضات والحوار الوطني واستكمال المرحلة الانتقالية. وثالثا: رفض جميع صور التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الليبي، بكل أنواعه وأشكاله ومصادره. ورابعا: الدعوة لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة عمليات القتل الممنهج وخارج إطار القانون التي تمثل المقابر الجماعية أبرز مظاهرها. إن العودة إلى المفاوضات والحوار والالتزام باتفاق الصخيرات، هو الطريق لوقف الصراع المستمر في ليبيا والذي يدفع ثمنه الشعب الليبي الشقيق، وهو أمر ممكن من العمل الجماعي الجاد لإنجاح مسار العملية السياسية في ليبيا بما يفضي إلى تسوية شاملة تضمن تحقيق الاستقرار وضمان سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وأمن وسلامة مواطنيها.