10 سبتمبر 2025

تسجيل

كانتا رتقا ففتقناهما

24 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) تستمر الآيات في بيان عظمة الله سبحانه وتعالى مستهجنة ومنكرة على الناس الكفر بنعمه وهو الذي خلقهم وبيده ملكوت السموات والأرض منكرة شرك المشركين بربهم وهو الذي خلق الكون وما فيه . إن ما يتعلق بذواتهم من الإحياء والإماتة والحشر أدخل في الحث على الإيمان والكف عن الكفر مما يتعلق بمعايشهم والمعنى : أى خلق لأجلكم جميع ما في الأرض من الموجودات لتنتفعوا بها في أمور دنياكم بالذات أو بالواسطة , وأمور دنياكم بالاستدلال بها على شئوون الصانع تعالى شأنه , والاستشهاد بكل واحد منها على ما يلائمه من لذات الآخرة وآلامها وما يعم جميع ما في الأرض لا نفسها إلا أن يراد بها جهة السفل كما يراد بالسماء جهة العلو نعم يعم كل جزء من أجزائها فإنه من جملة ما فيها ضرورة وجود الجزء في الكل , فإن كل فرد من أفراد ما في الأرض , بل كل جزء من أجزاء العالم له مدخل في استمراره على ما هو عليه من النظام اللائق الذي عليه يدور انتظام مصالح الناس , أما من جهة المعاش فظاهر , وأما من جهة الدين فلما أمه ليس في العالم شئ مما يتعلق به النظر وما لا يتعلق به إلا وهو دليل على القادر الحكيم جل جلاله كما مر في تفسير قوله تعالى " رب العالمين "وإن لم يستدل به أحد بالفعل ,( ثم استوى إلى السماء ) أى قصد إليها بإرادته ومشيئته قصدا سويا بلا صارف يلويه ولا عاطف يثنيه من إرادة خلق شئ آخر في تضاعيف خلقها أو غير ذلك , وتخصيصه بالذكر ههنا إما لعدم تحققه في خلق السفليات لما روى من تخلل خلق السماوات بين خلق الأرض ودحوها عن الحسن ( رضى الله عنه ) : خلق الله تعالى الأرض في موضع بيت المقدس كهيئة الفهر عليها دخان يلتزق بها , ثم أصعد الدخان وخلق منه السماوات وأمسك الفهر في موضعها وبسط منها الأرضين وذلك قوله تعالى " كانتا رتقا ففتقناهما " , وإما لإظهار كمال العناية بإبداع العلويات , وقيل استوى استولى وملك والأ0ول هو الظاهر , وكلمة ثم للإيذان بما فيه من المزية والفضل على خلق السفليات لا للتراخي الزماني , فإن تقدمه على خلق ما في الأرض المتأخر عن دحرها مما لا مرية فيه لقوله تعالى " والأرض بعد ذلك دحاها " ولما روى عن الحسن , والمراد بالسماء : إما الأجرام العلوية فإن القصد إليها بالإرادة لا يستدعي سابقة الوجود وإما جهات العلو ( فسواهن ) اى أتمهن وقومهن وخلقهن مصونة عن العوج والفطورلا أنه تعالى سواهن بعد أن لم يكن كذلك , ولا يخفى ما في مقارنة التسوية والاستواء من حسن الموقع , وفيه إشارة إلى أنه لا تغيير فيهن بالنمو والذبول كما في السفليات ( سبع سماوات ) إن تأخير ذكر هذا الصنع البديع عن ذكر خلق ما في الأرض مع كونه أقوى منه في الدلالة على كمال القدرة القاهرة كما نبه عليه لما أن المنافع المنوطة بما في الأرض أكثر وتعلق مصالح الناس يذلك أظهر , وإن كان في إيداع العلويات أيضا من المنافع الدينية والدنيوية مالا يحصى , ( وهو بكل شئ عليم ) إن خلق السماوات والأرض وما فيها على هذا النمط البديع المنطوي على الحكم الفائقة والمصالح اللائقة , فإن علمه عز وجل بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها وكامنها وما يليق بكل واحد منها يستدعي أن يخلق كل ما يخلقه على الوجه الرائق .