11 سبتمبر 2025
تسجيلمن الآفات التي يبتلى بها السالك طريق النجاة إلى الله عز وجل ، آفة الكِبر ، وهي آفة مثبطة مقعدة خاذلة، وذات أثر خطير في حياتهم ، وحتى يكون حديثنا عن هذه الآفة واضحا محدد الأبعاد والمعالم فإننا سنتناولها على النحو التالي: أولا معنى التكبر :لغة : التكبر في اللغة هو التعظم أي إظهار العظمة قال صاحب اللسان : ( والتكبر والاستكبار : التعظم ومنه قوله تعالى { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق }أي : أنهم يرون أنهم أفضل الخلق وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم)أما في اصطلاح الدعاة أو العاملين فإن التكبر هو إظهار العامل إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم وينال من ذواتهم ويترفع عن قبول الحق منهم جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لا يدجل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال : أن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس)ثانيا : الفرق بين التكبر وبين العزة : الفرق بين التكبر والعزة واضح إذ التكبر ترفع بالباطل والعزة ترفع بالحق أو أن التكبر : نكران النعمة وجحودها، والترفع : اعتراف بالنعمة وتحدث بها على نحو ما تضمنه الحديث المذكور آنفا .ثالثا: أسباب الكبر : ذكرنا قبل ذلك أن لكل ظاهرة مرضية أو سلبية أسباب دافعة وأدوية ناجعة ، لكن هذه الأدوية لا توصف بمهارة تؤتي أكلها حتى يكون وصف الأسباب دقيقا لا يعرف الظن ولا يبني عليهوإذا نظرنا بصفة عامة إلى أسباب الكبر وجدناها كثيرة ، وهي تختلف باختلاف الأشخاص والبيئات ، بيد أن هناك خمسة أسباب رئيسة يمكن القول أنها أسباب الكبر بصفة عامة ، نجملها في هذا المقال ونفصل إن شاء الله في المقال القادمأسباب الكبر على جهة الإجمال خمسة :(1) مبالغة الآخرين في التواضع(2) اختلال القيم أو معايير التفاضل عند الناس(3) مقارنة نعمته بنعمة الآخرين ونسيان المنعم(4) ظن دوام النعمة وعدم التحول عنها(5) السبق بفضيلة أو أكثر من الفضائلفي المقال القادم إن شاء الله نشرح تلك الأسباب ، نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمالمن أسباب التكبر: المبالغة من الآخرين في التواضع