19 سبتمبر 2025

تسجيل

كل ما نريده يبدأ من هنا

24 يونيو 2014

ما يُميز الواقع (الواقع) عن الأحلام التي تراودنا عنه هو أنه يصبح أجمل بكثير حين يُقدر له بأن يكون وذلك بحكم أنه يُقدم لنا ما نريده وسط محيط قد يجمعنا بما لا نريد، فيكون التحدي الأكبر الذي يجدر بنا خوضه حينها هو تحويل تلك الأحلام إلى واقع نعيشه على أرض الواقع بدلاً من أن نسمح لها (أي تلك الأحلام) بأن تظل هائمة في فضاء رحب يجعلنا نراها دون أن نتمكن من الإمساك بها، نسمعها دون أن نتمكن من إدراك حقيقة ما تقوله كما هو، ونقترب منها دون أن نتمكن من ملامستها بتاتاً؛ لنعود وفي الأخير إلى حيث كنا، وتحديداً عند تلك النقطة التي تجبرنا على التصديق بأنها مجرد أحلام لا واقع لها، والحق أنها يمكن بأن تكون كذلك بل وستظل كذلك حتى نبحث عن الأسباب التي يمكننا بها تحويل مسارها تلك الأحلام (من وإلى) فنأخذها إلى حيز الواقع بإجتهادات عديدة تتكاتف وتصر على إندماجها ضمن قالب واحد سيضمها كما كنا نريد لها تماماً؛ لينتهي الأمر ببداية جديدة وموفقة (بإذن الله) تجمع الواقع الممزوج بعبيرها تلك الأحلام الجميلة التي ستغير طعم الحياة، فننعم من بعدها بما كنا نريده منذ البداية المطلقة وكما كان نريد. أيها الأحبة: إن ما قد ذكرته في غرة هذا المقال يمكن بأن نقيسه على الكثير من الأمور التي تقدمها لنا الحياة بين الحين والآخر، بل وتفرضها علينا؛ لنتقبلها وإن لم نكن نرغب بذلك، والحق أن ما يُفرض علينا لا يشكو من أي عيب، ولكنها طريقة المعالجة التي نقرر بها معالجة ما يكون لدينا هي ما يمكن بأن تعاني من عيب سيخرقها متى كان الفشل وتبعه الاستسلام، مما يعني أن استمرار دوران عجلة المحاولات هو الشرط الأساسي الذي سيضمن لنا الحصول على ما نريد، وإن بدت الظروف معارضة لذلك، أو كانت تسمح للغموض بأن يطل منها ومن كل جانب؛ ليتطلب منا توقعات قد لا تخطر لنا على بال أبداً. التركيز وأين يجدر به أن يكون؟ لقد بدأت حديثي لهذا اليوم بما يمكن أن نقيس عليه الكثير من الأمور، خاصة حين يتعلق الأمر بتحقيق ما نريده والوصول به إلى أعلى درجات التميز، الذي يحتاج إلى رؤية تنطلق من مرحلة (الحلم)، الذي يجمعنا بما نريد كما نريد، دون أن نخوض بعض التفاصيل المُنغصة التي لا ترافق الأحلام بتاتاً، فالطبيعي بأن تخلو منها؛ كي نشعر بالسعادة القصوى كل الوقت، تتبعها تلك المرحلة مرحلة (التخطيط) الذي سيأخذ ما يمكن أخذه من حيز الأحلام تلك، إلى واقع يحتاج لمصنع يمزج هذا بذاك فنخرج بجزء لا يُستهان به من الحلم الذي أردنا تحقيقه منذ البداية، وسنتابع معه وبفضله الرحلة بنشاط كبير وحيوية مُطلقة بإذن الله. الإرادة في الإدارة حين نتحدث عن الأحلام فلاشك أن لـ (الإرادة) نصيب الأسد منها، خاصة وأنها إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها الإدارة الناجحة، وما لا يمكن بأن يغيب عن مشهد الحركة الثقافية في صيغتها المسرحية، والحديث عن (المسرح الشبابي)، هو الحضور القوي لهذه الإرادة المتجلية بإدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية بقيادة الأستاذ محمد البلم رئيس مجلس إدارتها، الذي تولى مهمة دعم المجتمع بوسيلة فنية تخاطب العقول والقلوب من خلال تقديم جملة من الأعمال المسرحية المواكبة للأحداث، والحريصة على رفع سقف الإبداع، الذي نبحث عنه؛ في سبيل إدارك ما يحدث وضمن إطار يقدم لنا توليفة راقية جداً تُطرح؛ كي تُحدث فارقاً سيُغير من وجهات النظر وسيُحسن الصور النمطية التي يشوبها الكثير وتحتاج إلى شيء من التغيير، الذي سنرتقي به حتى نصل نحوها القمة، التي سأتناولها بشيء من التفصيل في مقالي القادم عن (آخر إبداعات) البلم والمركز الشبابي للفنون المسرحية تحت مظلة جديدة تدور من حولها الكثير من الأحلام والآمال. كلمة أخيرة لا يهم ما تريد تحقيقه من أحلام مشروعة، فما يهم هو أن تدرك أنها ستأخذ حيزها من الواقع إن سمحت لها بذلك. وأخيراً: كلها أيام ويطل علينا شهر رمضان الفضيل، الذي نسأل الله أن يوفقنا فيه إلى فعل الخيرات اللهم آمين، وهو ما يمكن أن يكون متى كان الاجتهاد، والسعي نحو تحقيق الهدف وبكل جد سيُكسبنا ما نريده كما نحلم ونريد بإذن الله تعالى، وعليه فلنجتهد ونجد فمن جد وجد ومن زرع حصد، وكل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بألف خير.