17 سبتمبر 2025
تسجيلتكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لفرنسا اهمية كبيرة؛ كونها تأتي تتويجا لمسيرة من العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والتي أرساها سموالأمير الوالد، وترسخت بتعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية والثقافية والعلمية والرياضية .إن تاريخ العلاقات القطرية الفرنسية ينطوي على سجل حافل بالتعاون والتنسيق بين قيادتي البلدين، حيث الحوار دائم واللقاءات متواصلة والاتصالات مستمرة بدون انقطاع وعلى كافة المستويات؛ ولذلك تتكرر اتصالات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بسمو الأمير المفدى في مختلف الأوقات والمناسبات، وكذلك الاتصالات بين رئيسي الوزراء في البلدين، الى جانب اللقاءات المكثفة بين الوزراء في البلدين وأبرزها اللقاءات الرسمية بين سعادة د. خالد بن محمد العطية وزير الخارجية ونظيره الفرنسي لوران فابيوس . إن أهمية الزيارة وهي الاولى التي يقوم بها سموه الى فرنسا منذ توليه الحكم، تتزامن مع تطورات متسارعة في منطقة الشرق الاوسط، وخصوصا في الدول العربية، لاسيما فى كل من العراق وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية؛ مما يستدعي التشاور وبلورة المواقف المشتركة التي تخدم الامن والاستقرار ومصالح شعوب المنطقة . ولعل ما يعزز الرؤية المشتركة إزاء الملفات الاقليمية، هو التكامل بين البلدين خصوصا الدور الذي برعت به الدبلوماسية القطرية لحل الكثير من الملفات الساخنة في المنطقة. وهذا التكامل لم ينحصر في الاطار السياسي، بل شمل الاستثمارت المشتركة، وتعزز بانضمام قطر الى منظمة الدول الفرانكوفونية .لقد استقبلت فرنسا سمو الأمير بحفاوة بالغة، وحل عليها سموه ضيفا كبيرا وسط ترحيب واسع من جميع شرائح المجتمع الفرنسي، وفي ذلك مؤشر كبير الى ان نتائج الزيارة التاريخية ستكون بحجم اهميتها السياسية، حيث ستترجم تلك الاهمية بخطوات عملية تعزز التعاون بين البلدين، وترتقي بالعلاقات الى مستوى الشراكة الاستراتيجية في جميع المجالات، بما يعود بالخير والنماء والازدهار على الشعبين القطري والفرنسي.