11 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت القمة القطرية — الفرنسية أمس بين حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى والرئيس فرانسوا هولاند، لتؤكد التوافق بين قيادتي البلدين حيال القضايا التي تهم البلدين، لاسيما القضية الرئيسية التي تشغل كل عربي وهي الازمة السورية، ولتتوج الجهود التي بذلتها دولة قطر على مدى الايام الماضية، لبناء موقف واضح لمجموعة أصدقاء سورية، تجاه دعم المعارضة السورية ومدها بالسلاح، لضمان حقوق الشعب السوري في استرداد حريته.ونجحت الزيارة التي قام بها هولاند، كأول زيارة رسمية يقوم بها لدولة خليجية منذ وصوله الى قصر الإليزيه، في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، من خلال اللقاء بين رجال الاعمال في البلدين الذي حضره معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، او من خلال الجولات الميدانية التي قام بها رئيس فرنسا بمرافقة رؤساء كبريات الشركات الفرنسية، لتتأكد حقيقة تاريخية ميزت علاقات قطر وفرنسا دائما، وهي أنها متينة وتاريخية ترسخت في مختلف المجالات خلال السنوات الماضية، وحققت تقدما انتقل بها من حيز العلاقات التقليدية إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، وأصبحت نموذجا يحتذى به. واذا كانت الشراكة الاستراتيجية بين قطر وفرنسا تنطلق من مصالح اقتصادية تعززها زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للدوحة، فإن زيارته عمقت الرؤى المشتركة تجاه القضايا الدفاعية والسياسية، خاصة أمن الخليج والوضع في سورية ودول الربيع العربي، حيث أكد البلدان على دعم خيارات الشعوب العربية في سعيها نحو الديمقراطية وترسيخ حقوق الانسان، كما انها عكست التزام فرنسا بالتعاون الدفاعي والمضي قدما في خطوات الشراكة عبر علاقات امتدت منذ مايزيد على اربعة عقود. وحققت الزيارة أهدافها بالاتفاق على تعزيز الاستثمارات القطرية في فرنسا والانطلاق بها نحو آفاق أرحب، على نحو ماتشهده الاستثمارات القطرية في شتى دول العالم، وبما يراعي مصالح البلدين ويحقق طموحات الشعوب، ويعزز التقارب الحضاري والانساني من خلال المشاريع الثقافية والتعليمية بين البلدين، باعتبار هذا التقارب الحضاري محورا مهما للسياسة الخارجية لدولة قطر.