12 سبتمبر 2025

تسجيل

الاختبارات على الأبواب

24 مايو 2023

ليس الطلاب وحدهم من يعيشون حالة الاختبارات ويعانون منها، بل أفراد البيت جميعاً يعيشون هذه الحالة عادة، وهذه الأيام تعيش أغلب البيوت حالة طوارئ بسبب قرب بدء الاختبارات للطلاب في المدارس، وتعيش العائلات في ظل هذه الظروف نوعا من القلق والتوتر المعروفين دائما في مثل هذه الحالات، حيث يتطلب الأمر استعداداً مسبقاً بفترة كافية للمراجعة وتكون فرصة للمراجعة والمذاكرة سواء مراجعة الطالب بنفسه أو مع مدرس خصوصي. وجدير بالذكر أن العلاقة مترابطة بين الطالب والبيت والمدرسة في توفير الأجواء المناسبة للدراسة وتحقيق النتائج المرجوة في الاختبارات. وبناء على ذلك فإن التنظيم في توزيع الوقت بين الدراسة والراحة عامل مهم وضروري جدا لاستيعاب الطالب، ناهيك عن ضرورة توفر جدول دراسي مناسب توزع فيه أوقات الدراسة والاستراحات على مدار اليوم. مما لا شك فيه أن المسألة هي مسألة مهارات مكتسبة وتعلم على مدار العام وهذه الاختبارات تساعد على معرفة الفروق الفردية للطلاب وليست نجاحا ورسوبا وضغطا نفسيا في فترة قصيرة محدودة. إن توفير البيئة المناسبة للدراسة أمر مهم وأساسي سواء في البيت أو المدرسة، ويعتمد ذلك لنجاح الطالب من المهم تعزيز ثقة الطالب بنفسه وأنه باستطاعته تجاوز هذه الفترة بنجاح، وعدم تثبيطه وتوفير الأجواء المريحة للطالب. الملاحظ هناك فرق شاسع في أجواء الاختبارات قديما وفي السنوات السابقة والامتحانات اليوم، فقديما كان يتحدد مصير الطالب في خلال أيام إن كان نجاحا أو رسوبا مهما كانت الظروف، ولكن حاليا أصبح الأمر يسيرا جدا وخصوصا مع سياسة تقييم الطلبة المستمرة وتوزيع الدرجات الذي يعطي الطالب فرصة أكبر في التحصيل اليوم. لقد كان يتطلب الأمر جهدا كبيرا في خلال الاختبارات، ولكن اليوم والآن التقييم موزعة درجاته خلال كامل الفصل الدراسي صار الاختبار النهائي أسهل بكثير. يقع على عاتق المدرسة اليوم توفير جو هادئ ويشعر فيه الطالب بالثقة والأمان وخال من التوتر والخوف في الاختبارات حتى يستطيع التركيز واجتياز هذه الاختبارات بسهولة. من زاوية أخرى على الأسرة تنظيم وقت الأبناء وتوفير مكان مخصص للمذاكرة ذي إضاءة مناسبة وتهوية جيدة وبعيدا عن الضوضاء، بالإضافة إلى ذلك توفير الجو العائلي الآمن والخالي من القلق والمشاكل الأسرية، وتقليل الزيارات الاجتماعية ومن المفضل الابتعاد عن المشتتات التي تضيع الوقت والتي تشتت التفكير والتركيز أثناء الدراسة، كالهاتف النقال ومشاهدة التلفزيون لفترات طويلة أضف لذلك من المهم تناول الغذاء الصحي والابتعاد عن المنبهات ومشروبات الطاقة لما لها من ضرر وتؤثر سلبا على التركيز. وبطبيعة الحال هناك فروق فردية بين الطلاب وحتى من نفس أفراد الأسرة الواحدة فلا نتوقع كل الأخوة بنفس الدافعية والمستوى. لذلك يجب الأخذ بالحسبان في توفير متطلبات البيئة الملائمة للاستعداد للامتحانات مثل توفير نوعية معينة من الإضاءة الكافية في البيت وتلافي أسباب الضوضاء الناتجة عن استقبال الضيوف والتلفزيون، وذلك بتوفير بيئة مناسبة تتناسب مع كل طالب بحيث يكون هناك وقت ومكان محدد للمذاكرة وآخر للنوم. إن وجود الدافع لدى الطالب بالنجاح والتفوق أمر مهم وله دور كبير في تحقيق نتائج متميزة والابتعاد عن التسويف والتأجيل والالتزام بالمذاكرة في أوقاتها المحددة. وفي هذا الإطار قد يتطلب أحيانا المساعدة في وجود مدرس خصوصي من الضروري الحرص على اختيار المتميز في تدريسه للطالب أو توفر المدرسة دروس تقوية مما يساعد الطالب في الفهم والمراجعة. وختاماً إن طريق النجاح يحتاج إلى جهد ومثابرة والحرص على عدم تضييع الوقت ومعرفة أن من أهم عوامل الاستعداد للاختبارات التوكل على الله بعد السعي والاجتهاد الدراسي كل الأمنيات بالتوفيق والنجاح لجميع الطلاب والطالبات... كل هذا بيني وبينكم.