17 سبتمبر 2025

تسجيل

حرية شخصية أم انفلات أخلاقي؟!

24 مايو 2022

ما بين الحين والآخر تُثار قضية الحرية الشخصية ونرى ما بين مؤيد لها ومستنكر لها، وما بين مطالب بالمعاقبة ومن ليس ذا علاقة بهم! إن الحرية هي أحد أهم أوجه الحياة فمن دونها تصبح الحياة فارغة لا معنى لها، فإن فقد الشخص حريته أصبح فاقداً لذاته، ولهذا نجد أن أغلب الشعوب الغربية لا تقبل أن تصادر حرياتهم الشخصية بأي شكل من الأشكال. وكما تحدثنا أن الحرية الشخصية هي ملك خاص بصاحبها حفظه له الشرع وحمتها القوانين، إلا أن هناك قوانين وتشريعات أيضاً وضعت لضمان اتزان هذه المعادلة وعدم انفلاتها. فعندما يكون لك رأي مخالف فتلك حرية شخصية، عند ارتدائك لملابس تُعجبك فتلك حرية شخصية، تربية ابنائك على تراث وعادات بلدك تندرج تحت الحرية الشخصية ولكن عندما يتم التلفظ بألفاظ سوقية وكلمات معيبة في حق الغير فهنا تتحول الحرية الشخصية إلى تعد على الآخرين، عند ارتداء ملابس فاضحة في مكان عام فذلك انتهاك وتعد على حقوق الغير، عند تربية الأبناء على أمور سيئة فذلك انتهاك لحقوق الأبناء. إذاً هناك ميزان يحكم تلك الحرية وقيدها بشكل ما حتى لا تكون مُطلقة بالكامل فتكون اقرب لأن تُفسد. فبين لنا الشرع أن المعصية في الخفاء أقل وطئا ودرجة من المعصية المُجاهر بها. وإن ما يحدث هذه الأيام مما يسمى حرية شخصية ليس إلا تحولا إلى انفلات أخلاقي يدعو إلى نشر الفساد في المجتمع فهو بذلك أصبح تعدياً على الآخرين وأحد أبواب الدعوة إلى الفساد والإفساء للمجتمع وأبنائه. ونجد هناك أصواتاً تتحدث عن (دع الخلق للخالق) وأن كل شخص لا يعنيه إلا شأن أبنائه وما بين جدار منزله! وهذا قول باطل، فالأصل في تلك المقولة هو عدم تتبع المعاصي التي وقع فيها الغير أو تتبع ما يقوم به البعض. وان كان خطأ، وليس السكوت عن الجهر بالمعصية والدعوه للفساد والإفساد!. وما نراه اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي من عُري فاضح تحت مسمى جديد بالتحضر، وعلاقات ما بين الجنسين سُميت بالصداقة، وخروج من هم لا بالنساء ولا بالرجال شكلاً أو تصرفاً فهم بين ذلك من شذوذ ويتفاخرون بهذا المنكر فهو فساد عظيم وتعد على حقوق المجتمع الديني والاجتماعي والثقافي. وإننا كأفراد في المجتمع لنا الحق في محاولة إيقاف ذلك الفساد ومطالبون بالتصدي له، وألا تخدعنا تلك الأصوات التي نرى انها لم تعِ خطورة ما يحدث عندما تتحدث بمقولة "ان كُنت ترى فسادًا فلا تتابع" هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي وكأنهم بذلك يمنحون وثيقة العذر لهؤلاء!. وأما هؤلاء الناشرون لفسادهم فمن حقنا أن نقوم بالتحذير منهم وتسميتهم بمسمياتهم الواقعية التي يخرجون بها وبأفعالها!. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". فالمجتمع مطالب بأفراده بعدم دعم هؤلاء والدفاع عنهم ولو بالكلمة كـ "كيوت، مساكين" وغيره بل يجب التصدي لفسادهم فهذا أمر واجب، أما أمر إيقاف الفساد والمفسدين فهذا يقع تحت سلطة الدولة والمخولين بذلك عن التجاوز على ثوابت الدين واخلاقيات وثقافة المجتمع. أخيراً احرص على ألا تجعل أمر المفسدين في العلن والإنكار عليهم أمر لا يعنيك، فغداً يألف ذلك قلبك فلا يُنكر منكراً فيعم الفساد في كل ركن من أركان المجتمع.