15 سبتمبر 2025
تسجيلمتى سيؤمن ساسة إسرائيل والدول الكبرى التي تدعمها بأنه مهما امتلك الإسرائيليون من قوة عسكرية ضخمة وأسلحة فتاكة ومتطورة، ومهما توافد اليهود من مختلف دول العالم وزادوا المخزون البشري لجيشهم، ومهما ساهمت الدول الغربية وأمريكا وغيرهم في منح القوات الإسرائيلية الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً والمساعدات المالية الضخمة والموقف الأعمى السياسي المؤيد لها وتصويرها بأنها الضحية، وأنه يحق لها أن تقتل وتدمر وتعتقل من تشاء، وكل ذلك بحجة الدفاع عن النفس، بينما الشعب الفلسطيني الضحية والمجني عليه هو من يمارس الإرهاب عندما يدافع عن وطنه، فما هذا المنطق الغريب الذي يُنافي مختلف الأعراف الانسانية والقانونية؟!. وفي حقيقة الأمر كل هذا الذي ذكرته لن يجلب السلام لإسرائيل، وسوف تتجدد المواجهات بين فترة وأخرى، وسوف يبقى الجميع في نفس الدوامة منذ سبعين سنة، فلا سلام ولا أمان لأحد بينما حل الدولتين هو الضمان الذي يمكن البناء عليه لسلام دائم وعادل بين الجانبين، فلم يبق إلا الشعب الفلسطيني بدون وطن مستقل معلوم الحدود يمارس فيه الجميع حقهم في التطور والازدهار والعيش بسلام وبكرامة، فقد تحمل طيلة هذه السنين الطويلة ما لم يتحمله شعب آخر، وقدم تضحيات سوف تبقى خالدة في الذاكرة العربية والإسلامية وغيرها، فالذي تقوم به اسرائيل من أفعال مُدانة لن تورث إلا العداء والكراهية لها، وسوف تظل راسخة في ذاكرة أجيال عدة ومُتجذرة بينما الحل سهل هو حل الدولتين، والذي لا يكلف لا حروبا ولا دماء ولا خسائر ولا مآسي كالتي حدثت منذ أيام، إنما ارجاع الحقوق لأصحابها الفعليين. وآخر الكلام: سَطر المدافعون عن فلسطين المحتلة أسمى التضحيات وصور الفداء والدفاع عن الارض والعرض، والتي لا بد أن تُرسخ في ضمير وأذهان أبناء الأمة، فالوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل، وهو أثمن ما يملكه الإنسان، وسوف تبقى القضية الفلسطينية هي محور قضايانا مهما حاول البعض طمسها والحرب الأخيرة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ولكن لدي سؤال ما هذه القوة والسحر والتأثير السياسي لإسرائيل على مختلف دول العالم؟ فلا يستطيع أحد إدانتها والكل بدا لنا مرعوبا في الإشارة لما قامت به، فينتقون العبارات الهينة اللينة عندما يصفونه، ويصفون المدافعين عن وطنهم بالإرهاب، وكلنا رأى وزير الخارجية الألماني كيف بدا وهو يدافع عن الكيان المحتل، كما أن قصف البرج الذي فيه قناة الجزيرة التي كانت نافذة العالم على الحقيقة، وتعتبر مدافعة عن غزة عمل مُشين، فلقد قامت الجزيرة بدور خالد في ذلك وبرهنت بلا منازع بأنها ملك الإعلام العالمي، كما أعجبتني وأتحفظ على هذه الكلمة الحرية التي منحتها إسرائيل للمراسلين وهم يتنقلون في مختلف المواقع وينقلون الأحداث أولاً بأول ولو كان ذلك في دولة عربية لمنعوا وطردوا أو اعتقلوا!. [email protected]