23 سبتمبر 2025
تسجيليحل علينا اليوم عيد الفطر المبارك في ظروف عالمية وإقليمية فريدة، بداية من جائحة كورونا التي تهدد المجتمع العالمي صحيا واقتصاديا واجتماعيا، وانتهاء بالأزمات والنزاعات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، فضلا عن تدهور أسعار النفط وما يشكله من تداعيات سلبية على دول المنطقة. كل تلك التحديات تحتاج إلى تضامن حقيقي بين كافة دول العالم من أجل مواجهتها. وتدلنا فلسفة العيد في الإسلام على أهمية الوحدة ونبذ الخلافات بين المسلمين. ومن هذا المنظور هناك حاجة ماسة للغاية للعمل والتكاتف وفق هذه الروح الإسلامية، فعيد الفطر لا يعكس فقط فرحة المسلمين بقدر ما هو معنى كبير يرتبط بالفعل والعمل وروح التضامن والتعاضد سواء بين مكونات المجتمع الإسلامي الواحد، أو بين الدول الإسلامية وغيرها من الدول، لتبرز أقصى مراحل العمل الجماعي ونجاحه على كافة المستويات. وإذا ما نظرنا إلى خريطة المنطقة نجدها مليئة بالكثير من الصراعات، منها سوريا وليبيا واليمن، علاوة على النزاع في منطقة الخليج جراء حصار قطر من قبل بعض جيرانها. هذه النزاعات أعاقت بشكل كبير مسار التعاون والتضامن بين دول المنطقة، ومن هنا يجب أن تكون روح الأعياد في الإسلام منطلقا لبدء رؤية جديدة بين الدول الإسلامية والعربية. والحقيقة أن ما تمر به المنطقة في تلك الأثناء يجب أن يخلق تماهيا بين الشعور بلحظة السعادة بأعياد الدول الإسلامية، ومعنى الحياة بشكل عام، بحيث لا يصح أن تستمر حالة التفكك التي تعيشها الدول العربية والإسلامية. كل تلك المعاني الإيجابية تؤمن بها قطر تماما وتعمل بها في علاقاتها الإقليمية والدولية، حيث لا يخفى على مراقب أن سياسة الدوحة الخارجية تقوم على أساس المبادئ الأخلاقية والإنسانية، في إطار من التعاون والتضامن والعمل الجماعي مع كافة دول العالم. ولعل ذلك يتجلى في أزمة كورونا، حيث عكست التحركات القطرية إيمانها الشديد بذلك، سواء في مساعدة الدول الأكثر احتياجا لمواجهة هذا الوباء، أو من خلال قيام الخطوط القطرية بنقل البضائع والأفراد إلى كافة دول العالم. واستلهاما من روح العيد والظروف العالمية تظل دائما هناك أهمية كبيرة لتصفية الخلافات والعمل المشترك وإعلاء روح التضامن.