22 سبتمبر 2025
تسجيلقبل عامين تعرضت وكالة الأنباء القطرية "قنا" لجريمة قرصنة نكراء، من قبل دول مجاورة، جرى خلالها نشر أكاذيب وتصريحات مفبركة، في إطار مخطط تآمري نسجت خيوطه بأيادٍ مرتعشة في الظلام، لاستهداف دولة قطر، ودشنت هذه العملية الدنيئة عصراً جديداً من عصور الإرهاب الإلكتروني في منطقة الخليج التي لم تعرف شعوبها غير الوئام والمحبة والتواصل الاجتماعي والتعاون على الخير. كانت عملية القرصنة الإرهابية تلك جزءاً من التمهيد لمؤامرة واسعة شاركت فيها دول وممالك الشر ضد دولة قطر، لم يتورعوا فيها عن تجاوز كل الخطوط الحمراء الأخلاقية قبل القانونية والسياسية، حيث فضحت التحقيقات الدولية والمحلية تورطهم في تلك المؤامرة القذرة التي ارتدت خزياً وعاراً عليهم، وهو ما أكدته أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تيقنت من ضلوع الإمارات في ارتكاب واقعة اختراق وكالة الأنباء القطرية. لكن سياسة دولة قطر الحكيمة والحازمة، لم تفشل المؤامرة التي كانت تستهدف النيل من سيادتها فقط، بل خرجت من الأزمة وهي أشد قوة وتماسكاً وتلاحماً بين القيادة والشعب وأكثر استقلالاً، حيث حوّلت الدولة تلك المؤامرة إلى فرصة وإلى نعمة، وكسبت احترام العالم، بعدم التعامل كقيادة وشعب مع جميع المواطنين من دول الحصار بالمثل، بينما كشفت تلك الجريمة الإرهابية للعالم زيف دول الحصار وعدم احترامها للقيم الإنسانية وبشاعة تعاملاتها مع جيرانها وسوء سجلها في ملف حقوق الإنسان، وخصوصاً ما فعلته من تحريض وبث لسموم الكراهية بين شعوب الخليج. إن ما حدث يظل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، حيث بادرت قطر للسعي مع الدول والمنظمات الدولية لاستحداث قوانين دولية للتعامل مع هذه القضايا، والمؤكد أنه أصبح من المهم وضع حد لما تقوم به الإمارات والسعودية من أعمال قرصنة وإرهاب دولي، وعدم السماح للدولتين بالإفلات من العقاب، خصوصا في ظل جرائمهما التي لم ينج منها شعبا البلدين ولا الدول المجاورة، ويمكن الإشارة هنا إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها كل من أبوظبي والرياض في اليمن، فضلاً عن جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول وبأوامر من أعلى الجهات في المملكة.