عام من الانتصارات

بحلول فجر هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو يكون قد مرّ عام كامل على جريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية، التي كانت مقدمة للأزمة المفتعلة التي جرى اختلاقها بواسطة دول الحصار ضد دولة قطر. خلال هذا العام الذي مضى منذ حدوث تلك الجريمة الشنيعة وغير الأخلاقية، جرت مياه كثيرة تحت الجسر، حيث يستقبل الشعب هذه الذكرى، وهو أكثر ثقة واطمئناناً من أي وقت مضى على مستقبل بلاده وهي تقف شامخة وموحدة وأشد تماسكاً وقوة وأكثر استقلالية. عام حفل بالكثير من الانتصارات التي حققتها دولة قطر على كل الجبهات، مستندة إلى التلاحم الكبير بين الشعب وقيادته ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله. أول الانتصارات، كان الموقف الحازم للدولة إزاء صيانة سيادة البلاد وعدم السماح لأي قوة بالمساس بها، وإفشال المخطط الرئيسي لدول الحصار، وهو محاولة إخضاع دولة قطر وجعلها تدور في فلك دول الحصار، وذلك بفرض نوع من الوصاية عليها وضرب استقلالية قرارها ومواقفها المساندة للشعوب وتطلعاتها، والتأثير على سياستها الخارجية، ومنعها من التصدي للمؤامرات التي تستهدف قضايا الأمة. ومن المحطات البارزة للانتصارات التي حققتها قطر خلال هذا العام، كان نجاحها الساحق على صعيد العلاقات الخارجية، حيث أبطلت كل الاتهامات والمزاعم المفبركة لدول الحصار وكسبت احترام وتأييد دول العالم أجمع. كما نجحت من خلال حراكها الخارجي القوي في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الدول العظمى ونقلها إلى مستويات أعلى من التعاون المشترك. إن نجاحات دولة قطر بفضل هذه الأزمة، أكثر من أن تحصى، من قطع شوط كبير في تحقيق الأمن الغذائي، إلى إيجاد بدائل لسياسات طويلة الأمد في مختلف المجالات، بما يساهم في زيادة قوة ومكانة قطر محلياً وإقليمياً ودولياً.. نعم يحق لنا هنا القول: "رب ضارة نافعة".