13 سبتمبر 2025

تسجيل

تجربة

24 مايو 2018

جلست مرة لأوقع أحد كتبي في كوفي شوب أمام مكتبة صغيرة، داخل مول تجاري مزدحم، وكانت تجربة غير ناجحة، وحقيقة لم أكن أتوقع نجاحها إنما كانت مغامرة، لا بد من خوضها وتدوينها كتجربة فيما بعد. كان القراء الذين يقتنون الكتاب من المكتبة الصغيرة، يأتون في الكافتيريا أو "الكوفي شوب" يحصلون على التوقيع، والابتسامة، وصورة تذكارية مع المؤلف، بهواتفهم النقالة، التي باتت الآن، أهم وسيلة لاقتناء الذكريات، ونادرا جدا أن تجد شخصا في هذا الزمن، لا يحمل ذاكرته النقالة معه، ولا يبكي قهرا وحزنا حين تضيع أو تسرق منه. ولأنني من الذين يحبون صيد الحكايات، فقد خرجت بحكايات لا بأس بها، من جلستي في الكوفي شوب، ومن تأملي للضجيج وفوضى التسوق أو فوضى الفرجة المجانية، من مشاهدة حكايات العشق الحية، وحكايات الأحلام التي أتصورها وأنا أتابع. كان من أغرب ما حدث في تلك الساعة التجارية أن فتاة اقتنت كتابي، وجاءت للتوقيع، وجرى بيني وبينها حوار قصير، وضحت فيه: أنها لم تقرأ كتابا خارج مقررها الدراسي من قبل قط، لا رواية ولا قصة ولا شعرا، ولا أي إبداع، ولا كانت تلك الأمور من اهتماماتها أصلا، لكنها فجأة قررت اليوم بالذات أن تقرأ شيئا، وكان كتابي الذي التفتت إليه بسبب اسمي الغريب، أول ما اقتنته، وستقرؤه لتعرف أولا، ما معنى أن تقرأ بحرية، بعيدا عن المقررات الدراسية، وثانيا، ماذا تعني قراءة الإبداع؟. وقد أخبرتها بأن كتابي ليس إبداعيا، وإنما هو تجميع لمقالات أكتبها عن الإبداع، فأبدت ارتياحها، لأنها كانت تخشى أن تقرأ شيئا إبداعيا، من دون دراية. حقيقة سعدت بأن نورهان، وهذا اسمها، ستبدأ سكة القراءة وهي في أوائل العشرينات من العمر، وبكتاب من كتبي، لكن بت خائفا ألا ينجح كتابي معها، أو لا تتذوق مقالاتي التي بلا شك تحتاج إلى مزاج، وشيء من طول البال، من أجل التفاعل معها، وبالتالي تفر من القراءة.