العلاقات الخليجية الأوروبية

يأتي اجتماع المجلس الوزاري المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي والذي تستضيفه الدوحة اليوم، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات كبيرة، الأمر الذي يجعل من هذا الاجتماع محطة مهمة للتنسيق بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي حول العديد من الملفات الساخنة، وفي مقدمتها ما يدور في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وتطورات القضية الفلسطينية، بجانب القضايا الإقليمية والدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.ومن المنتظر أن يرأس سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية هذا الاجتماع المهم من الجانب الخليجي، فيما ترأس وفد الاتحاد الأوروبي الممثل الأعلى للشؤون الخارجية وسياسة الأمن في الاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني.وقد استبقت دول مجلس التعاون انعقاد المجلس الوزاري الخليجي الأوروبي المشترك، باجتماع تشاوري شارك فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في إطار التنسيق بين دول المجلس حول القضايا الإقليمية، خاصة التطورات الأخيرة الجارية في عدد من الدول بالمنطقة، فضلا عن البحث في كيفية تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والمضي بها قدما، خصوصا ما يتعلق بموضوع التجارة الحرة وترتيباتها، والعلاقات الثنائية بين الجانبين.إن اتفاقية التعاون المشتركة المبرمة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي والتي اعتمدها المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون منذ عام 1988، شكلت خارطة طريق للعلاقات الثنائية بينهما، وقادت إلى هذا المستوى من العلاقات والذي يتسم بالتميز والتطور، وذلك من خلال الاجتماعات السنوية المنتظمة للمجلس الوزاري المشترك، والتي يصل عددها باجتماع اليوم إلى 24 اجتماعا.إن عظم المصالح المتبادلة بين الجانبين الخليجي والأوروبي، والتطور المستمر الذي تشهده هذه العلاقات في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتي تعكس فهما مشتركا حول عدد من القضايا والملفات، من شأنها أن تعزز من أهمية اجتماع اليوم، خصوصا في ظل التحديات الخطيرة في المنطقة والتي باتت تشكل تهديدا خطيرا على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.