03 نوفمبر 2025

تسجيل

ليبيا والطريق المسدود

24 مايو 2014

يثير الوضع في ليبيا قلقا متزايدا على مستوى العالم بعد أن وصل الى طريق مسدود افقد اصدقاء ليبيا القدرة على مساعدتها للخروج من الازمة التي وصلت اليها الامر الذي ينبئ بوضع خطير يهدد بظهور بؤرة جديدة للتوتر ومصدر دائم للمخاطر في الشمال الافريقي ومنطقة الصحراء والساحل.ان تعبير معظم دول العالم وخصوصا الولايات المتحدة ودول أوروبية وروسيا امس عن القلق العميق تجاه العنف المتصاعد في ليبيا والتحذير من أن البلاد تقف على "مفترق طرق" يؤكد اهمية مواصلة الطريق نحو تحول سياسي سلمي لمواجهة الفوضى والانقسام والإرهاب.ويأتي التعبير عن قلق هذه الدول الرئيسية في العالم بالدعوة الى الى تجنب استخدام العنف والقوة لدى كل الاطراف ومحاولة حل وتسوية الخلافات بالسبل السياسية المعروفة وتجنيب البلاد المزيد من الفوضى المتصاعدة التي تعيشها في ظل عجز الحكومة عن السيطرة على عشرات الميليشيات التي ساعدت في انتفاضة عام 2011.ولعل اتفاق الرؤية لدى الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا في تقييم الوضع بانه خطير وان ليبيا تقف عند مفترق طرق بعد الوصول الى طريق مسدود يجعل العالم بأكمله يؤكد على اهمية المضي قدما نحو إجراء انتخابات برلمانية بأسرع ما يمكن وكذلك انجاز العملية الانتقالية من خلال العملية السياسية وصياغة الميثاق الدستوري على أساس المبادئ المتفق عليها وطنيا، بهدف تحقيق أهداف ثورة 17 فبراير 2011 وتعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان ورفاه المواطنين.ان اشاعة حالة من الفوضى والتشرذم والعنف والإرهاب في ليبيا صار عملة رائجة يغذيها التطرف ليست في مصلحة ليبيا ولا مصلحة الشعب الليبي الذي فجر وقاد ثورة 17 فبراير وهو اليوم يقف وبقوة بوجه المحاولات الدؤوبة لتفكيك ليبيا بشكل نهائي وظهور بؤرة جديدة للتوتر.ان الجامعة العربية والمجتمع الدولي والشعب الليبي بشكل خاص مدعوون اليوم وبكل جدية واصرار الى الوقوف بحزم وقوة بوجه المحاولات التي تستهدف اجهاض الثورة واهدار مكتسباتها وذلك بدعم الجهود التي تبذل لاستعادة النظام فيها وانتخاب مجلس النواب الذي سيستلم السلطة من المؤتمر، سيجري في الخامس والعشرين من يونيو القادم دعم عملية للمصالحة الشاملة بمساعدة الأمم المتحدة تبعد خطر الانقسامات المستمرة بين الليبيين وكذلك وضع حد لما يمكن للاوضاع ان تنحدر اليها اذا تركت الامور على ماهي بالنظر الى ما تشكله الحملة التي يقودها اللواء المنشق خليفة من قدرة على تقسيم الجيش الليبي وإحداث مزيد من الاضطراب في البلاد كما تراه وتخشاه قوى غربية وبالتالي وضع ليبيا فعليا على طريق مسدود.