13 سبتمبر 2025

تسجيل

نافذة خليجية

24 مايو 2012

نرى هذه الأيام لدى بعض دول الخليج العربي تطلعات نحو الاتحاد والباب مفتوح للآخرين ونتمنّى التوفيق للجميع، ونحن نعلم أن دول الخليج العربي هَبَّت على بعضها نفحات من الربيع العربي أثار غُباراً مازالت بقاياه عالقة والباقون أغلقوا الشبابيك في وجهه أو قطعوا الطريق عليه وسبقوه بربيع اصطناعي أثمر هِبات وعطايا تمثّلت بالزيادات المختلفة في الرواتب انعكس على الوضع الاجتماعي برُمته وترافق ذلك مع ارتفاع أسعار الثروة المعدنية والدخول الضخمة، وتلقى أكثر المواطنين حُقنا في وريد راتبه بعد أن أصابه الضعف بسبب ازدياد المصروفات الشهرية ومتطلبات الحياة الكريمة فرجعت إليه صحته لكن، يفضل متابعته بين فترة وأخرى لانتشار فيروسات ارتفاع الأسعار فهي في كلّ مكان فأَعيت هذه العلة الجهات التي تُداويها، كذلك لم نعد نسمع اللحن الخالد الذي ظللنا نسمعه سنين طويلة المصروفات فاقت الإيرادات وبلغ العجز كذا وكذا بل قُمنا نسمع عن الفائض فياليت يُضخ في تخفيض الديون إلى النصف أو كلها فالناس بحسبة بسيطة تعرف الدخل وخاصة عند ارتفاع الأسعار، كما زاد التوجّه نحو الوحدة لحاجة بعض دول الخليج للمساعدة الأمنية والاقتصادية وقد يكون الهروب من الواقع دون النظر لأسباب المشكلة الرئيسية وحلها حلاً جذرياً والكل يعلم أن تناسيها سوف يَبقى مشكلة مزمنة تؤثّر على أمن الخليج برُمته، كما تحولت بعض الدول الإقليمية إلى وحش كَشّر عن أنيابه ينظر إلى دول الخليج نظرة تدعو إلى الشك والريبة، فسلوكها يقول ذلك مع العلم أننا نكُن لها كلّ احترام وتقدير لأنها جارة مسلمة وهي تعلم ماذا قال الرسول الكريم بخصوص ذلك وفي الحقيقة قبل هذا لم نر منها إلا كلّ خير وهذا المأمول منها!، واتحاد دول الخليج قد يَمنع هذه الدول من التدخّل في شؤون بعض من دوله فإلى متى سوف تبقى دول الخليج ضعيفة تستنجد بالدول الأخرى من أجل أن تحميها؟، لماذا لا نكون كإسرائيل حتى ولو كان ذلك بئس المثل هذا الكيان المصطنع الصغير الذي يُعادل حي من أحياء مصر الذي زرع في قلوبنا الخوف منه والذي لا تقوى الدول العربية مجتمعة أن تُجاريه عسكريا برغم تفوّقها عليه بشرياً واقتصاديا وجغرافياً؟! ونحن عَلمتنا التجارب السابقة إن الكثير من الوحدات العربية كان طريقها إلى الفشل إلا في الإمارات العربية المتحدة نظراً لحاجة الإمارات الأصغر جغرافياً والتي تملك موارد اقتصادية متواضعة لإمارات أُخرى أكثر ثراءً منها وكانت الظروف مواتية وترافق ذلك مع وجود زعماء يملكون بعد نظر وقلوبا ونوايا صافية كانت لها ثمار سبع باقية إلى يومنا هذا وإنّ في الاتحاد قوة، ففي حقيقة الأمر الربيع العربي أربك دول الخليج فتارة تريد ضَم دول بعيدة جغرافيا إلى مجلس التعاون أو دول أقرب تملك أجهزة أمنية صارمة حتى الأمريكان استعانوا بها وهي تريد الدعم الاقتصادي ليس إلا وهي تستحق ذلك وبعد فترة تلاشى ذلك التوجّه لرفض شعوب الخليج له بل إحدى الدول المرشّحة للانضمام والتي يُمارس فيها هوامير الخليج هواياتهم المعروفة ترفض ذلك لارتباطها بكيانات قريبة منها ولا تملك ما تقدّمه لشعوبها يُجاري بعض شعوب الخليج والرفاهية التي يعيشون بها كذلك هي تعلم أن الكيانات العربية لا تدوم ومصيرها الفشل، كما أن الفتور الذي أصاب الربيع العربي لارتفاع تكلفته ودموية الأنظمة التي فاقت كلّ الحسبان وتبعثّر أركان الدول التي قامت بها الثورات وصعوبة استرجاع أموالها المسروقة أثّر على انضمامهما لمجلس التعاون، ونحن كشعوب بالله عليكم بعد هذه السنين الطويلة ماذا استفدنا من مجلس التعاون وكلما صدر منه بيان يرسم سمات التعاون والاندماج وَجد مَن يعارضه من إحدى دول المجلس بل بعض الزعماء أصلا لا يحضر يرسل مَن يمثله كما إن بعض الدول تفوّقت سياسياً واقتصادياً وقد يَغزم دورها في هذه الاتحادات، ونحن نعلم أن سقف الحرية مختلف اختلافاً كلياً بين دوله ففي الكويت مثلاً بلغت الحرية مبلغاً كبيراً لدرجة أن يُنتقد فيها أي مسئول مهما كان منصبة ويُفتح كل ملف للفساد ويناقش في العلن وفي دول أخرى لا تستطيع أن تشير بإصبعك لأي مسئول أو تنتقد من أجل الصالح العام فقد تكون جنيت على نفسك فلا نضحك على أنفسنا!! وعلى حكام الخليج أن يَتَقربوا من شعوبهم فهم سندهم بكل شيء ولاسيَّما الجانب المادي ودعنا نترك الشعارات الكثيرة التي تُرفع من هنا وهناك باسم الوطنية ومصلحة الوطن فالكلّ يبحث عن المال والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية وإسقاط ديونه وبناء بيته وتزويج ولده، وقلنا مراراً وتكرراً الحرية هي مطلب سامٍ ولكن الجانب المادي هو الأهم فلتذهب الحرية إلى الجحيم فماذا أفعل بها والجيب فاضي وفي أي بنك سوف أصرف شيكها أليست هذه الحقيقة؟ فادخلوا السرور على شعوبكم واعدلوا بينهم وقَسِموا عليهم هذه الثروات بالعدل فَجُلها يذهب هباءً منثورا، ولم تعد الحياة كما كانت كل شيء في ارتفاع واتركوا بعضاً منها لتقلبات الزمان حفظكم الله ورعاكم من كل مكروه، ونقول لبعض مثقفينا الذين نراهم عبر وسائل الإعلام الخليجية اتركوا عنكم النفاق والمجاملات وبيَّنوا الوجه الآخر للحقيقة فالزعماء منا وفينا وهم بشر أوّلاً وأخيراً فالمجاملات في كثير من الأحيان غير محمودة وتطمس الحقيقة.