14 سبتمبر 2025
تسجيل(الوعد) أداة ربط تربطنا وبإحكام بكل ما نود فعله فعلاً، والحفاظ عليه للوفاء به يضمن لتلك الأداة العمل وبشكل جيد، حتى تتحقق الأهداف المرجوة منه منذ البداية، ولأنه الوعد ما يضمن الحقوق دوماً متى كان، فلقد عدنا لنجدده معكم، وذلك بحديثنا عنكم. هذه المرة سأبدأ الحديث بكلمة عميقة جداً هي Unacceptable وهي تعني (غير مقبول)، ولقد وقع الاختيار على هذه الكلمة تحديداً؛ لأن كثيراً من الأحداث التي نسمع بها هذه الفترة تخضع لحكم هذه الكلمة، وعليه فلقد سمحت لقلمي بحق التحدث عن هذه الكلمة ووقعها في حياة شخصية عزيزة على قلوبنا جميعاً في هذا المجتمع وكل مجتمع، شخصية تنبض بالحياة، فهي روحه، ومن عساه يكون سواها، إنها (المرأة)، المرأة التي تستحق كامل الاحترام، وخالص التقدير، فهي كائن عُرف بالعطاء تماماً كما جُبل عليه، يعطي دون حساب، ودون توقف، ولكن وللأسف يحسب البعض هذا العطاء (ضعفاً) يستحق السحق الذي يسحق ذاك المخلوق كلاً وبعضاً. إن الحديث عن هذا الكائن ناتج عن متابعة يومية للأحداث التي يعيشها، فالمرأة ورغم كل ما تقدمه للآخرين، مازالت تعاني في حياتها من بعض الثغرات التي يتخللها خلل (ما)، والحقيقة أن موقفاً حقيقياً قد تعرضت له إحداهن قد فَجَّرَ هذا القهر الذي يحتاج لمعالجة حقيقية وجادة، فإليكم قصتها تلك المرأة ومن تعاني منه أي ذاك الرجل. هو رجل عامل مختص بمجاله الذي يحبه إجباراً؛ إذ لا توجد مجالات أخرى ليعمل بها؛ ليحصد ما يتوق إليه من امتيازات لا تُتيحها جهات أخرى، فمستواه التعليمي يكاد بالكاد يُتيح له فرصا كتلك التي فاز بها. هي امرأة عاملة مجدة وجادة جداً بما يخص التقدم إلى الإمام نحو الرقي، شغلت وقتها وأدارته بشكل ناجح، فتنقلت من تخصص لآخر، ومن جامعة لأخرى حتى حصدت وفي نهاية المطاف درجة علمية عالية خولتها الحصول على منحة دراسية رفعت من رصيدها الأكاديمي. هو غاضب كل الوقت، يحق له ما لا يحق لها فعله؛ لأنه وبكل بساطة (الرجل) ومصدر القوة في البيت، أي الآمر الناهي، وصاحب القرار الوحيد حتى وإن كانت قراراته مجحفة، قاسية، ومدمرة أحياناً لأنها مبنية على رغبات (أنانية) تتصدر رغبات وحاجات الآخرين. هي تعطي من قلبها الذي تفكر به وبحزم كي تضمن له ولأطفالهما معاً كل ما يرغبون به، إذ أن ترتيبها على قائمة الرغبات (الأخيرة)، نعم هي كذلك، إذ أن لا شيء يشغلها لتفكر به سواها عائلتها الصغيرة. هو يبيح لنفسه كل ما يخطر له على بال، يخرج ويستمتع ولربما (يخون)، ويعود من حيث أتى وكأن شيئاً لم يكن؛ ليحاسبها على الساعات التي تختلسها (من بعد الانتهاء من كل أعباء المنزل، ومتابعة الصغار) للدراسة أو لإجراء أحد البحوث، فيدمر على إثر تلك الساعة الإضافية التي تختلسها من أجل نجاحها الذي وعدت بأن يكون لهم من قبل أن يكون لها (حياتها) بكل تلك الشتائم والإهانات التي توقظ الصغار، الذين يستيقظون ويتركون له ساعات النوم. هي مازالت تسمع صوت والدتها وهي تقول لها: (الزوجة الصالحة تربح بصبرها)، لذا ظلت كما هي صابرة رغم أن الحياة صارت مستحيلة بينهما. هو لا يطيقها رغم أنها من تعينه على نفسه لا (هو). هي مخلصة له ولأطفالهما، محافظة عليه وعليهم جميعاً؛ لدرجة أنها صارت الأم والأب ومصدر العطاء الوحيد في البيت وخارجه، كل ذلك أمامه وهو الزوج الذي يعرف كيف يأخذ ولكنه يجهل كيف يعطي؟ لتنتهي القصة في المحكمة أمام حكم ينصفه ويظلمها؛ لأنه وبكل بساطة Unacceptable. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]