10 سبتمبر 2025

تسجيل

تصليح القلوب المنكسرة

24 أبريل 2024

قصة واقعية أردت أن أشارككم في قراءتها لما فيها من فائدة، تقول الرواية: جذب انتباهي إعلان معلق على أحد المحلات مكتوب فيه (تصليح القلوب)، دخلت المحل فوجدت رجلا كبيرا في السن قابلني مبتسما حينما شاهدني أقرأ ما هو مكتوب عدة مرات، قال لي مبتسما:نعم أنا أصلح القلوب وأعالجها... ثم أمسك بيدي وقال: تعال اقترب، ووضع أذنه اليمنى على موضع قلبي وأنصت.. ثم قال دقات قلبك فيها تسارع قليل يا ولدي لا تجزع دواؤك بسيط،القلوب عندنا نعالجها والقلوب تعالج حسب نوعها فهي أنواع، قلت له اشرح لي..قال من خبرتي التي ورثتها من أبي عن جدي.. في الدنيا قلب مشروح..وقلب مجروح.. وقلب مذبوح.. قلب رحيق.. وقلب سحيق.. وقلب حريق.. وقلب غريق.. قلب منقوع.. وقلب مفجوع.. قلب سليم.. وقلب عليل.. وقلب سقيم.. قلب فياض.. وقلب جياش... قلب مغرور.. وقلب مسرور.. والبحث يطول فسبحان مقلب القلوب. القلب وديعة عند البشر ثم قال لي: فاعلم يا بني إن القلب.. وديعة الله عندك.. فإياك أن تفرط به أو تهمله.. هو محل نظر الله عز وجل.. وهو أنفس وأشرف وأغلى مضغة يمتلكها الإنسان.. فهو طريقك إلى الله.. لأن السفر إلى الله ليس سفراً بالأقدام وإنما هو سير القلوب إلى الله.. يقول الله تعالى:{ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم }. علاج أمراض القلوب -قلت له: جئتك بحيرة واحدة، فجعلتها ألف حيرة. فضحك وتبسم تبسم العارف الحذق، قال لي يا ولدي لا تجزع عندي لك ولكل من يأتيني وصفة واحدة، كل من جربها تعافى بإذن الله.. فأتني بقلم وقرطاس واكتب عني يا ولدي رزقك مقسوم فلا تتعب، وقدرك محتوم فلا تجزع.. وصديقك عاجز فلا تأمل.. وعدوك ضعيف فلا تخش، طهر قلبك من ثلاثة: الكره والحقد والرياء، وزينه بثلاثة: الصدق والإخلاص والورع واجعل في قلبك ثلاثة، التسليم للمولى وحب سيد الورى ودوام شكر الخالق في السراء والبلوى، واترك الخلق للخالق وانشغل بإصلاح حالك ودع أحوالهم، وليكن لك ثلاثة:» لسان ذاكر وجسد صابر وعقل متبصر عارف»، واهرب من ثلاثة: الحديث عن الناس وهوى الناس والجلوس مع من لا خير فيه من الناس فالاستئناس بالحديث عن الناس من علامة الإفلاس، تناول دواءك ومن الله شفاؤك. يا الله، شعرت بأنني قد ولدت من جديد، فقبلته، وانصرفت راجعا إلى بيتي، وبين عيني وصيته، وعلي أن أعمل بها، ولعل بها راحتي وانتظام دقات قلبي.. هذه لوحة كسرة أخيرة إذا أصبت بغدر الأصدقاء والأحبة وانكسر قلبك من بعض المواقف فلابد من التعود على الصبر على أذى الناس وهي من علامات قوة الإيمان، لذلك قال الله لنا في كتابه الحكيم:» ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور»، وقال تعالى:» ولئن صبرتم لهو خير للصابرين». تأمل معي أيها القارئ الى كلام رسولنا الكريم حيث قال لنا: المسلم إذا كان مخالطاً للناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم». رواه الترمذي. والنصيحة الغالية لكل من أصابه غدر من أحد مقرب إليه أن يكتب على ورقة كل المواقف التي سببت له المضايقة من الآخرين، ويرميها في البحر، النهر، سلة المهملات... ويجب أن يكون له بعد ذلك أثر إيجابي بين عائلته، برّ الوالدين، التقرب من إخواتك من خلال الكلمة الطيبة، وهذا سينعكس إيجابًا على تقديرك لذاتك ويعزز ثقتك بنفسك. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية