10 سبتمبر 2025

تسجيل

السودان أكبر من دُقلو والبرهان

24 أبريل 2023

تظل النزاعات والفتن كالجمر الذي عليه رماد النار ومجرد ما تهب عليه ريح تشتعل ناره، ويُلقي عليه أصحاب الفتن والأطماع الشخصية الحطب لكي تزيد اشتعالا؟! وفي أحيان كثيرة لا يستطيع أحد أن يُطفئ هذه النار التي تأكل في طريقها كل شيء ولا يسلم من أذاها وشرها أحد لا صالح ولا طالح وكم هي مصيبة عندما يكون الوطن وكل ما يملك من بشر وشجر وحجر وثروات وقود لهده النار؟، ومنذ مماطلة العسكر في السودان في تسليم السلطة كاملة لحكومة مدنية مُنتخبة كانت كل الدلائل تشير لرغبتهم في الاستيلاء على السلطة والتفرد بالحكم والسيطرة على موارد البلاد والعباد. وما يحدث الآن في السودان من أحداث مؤسفة بين أصدقاء الأمس وأعداء اليوم إلا هو أكبر دليل على ذلك فـ الكل رأى تلك الغرف المكدسة بالأموال والتي هي في الأصل أرزاق الشعب السوداني التي وهبها الله لهم والتي حُرموا منها واستولى عليها العسكر دون وجه حق، وهي في الأصل من ضمن الأسباب الرئيسية لما يحدث الآن في السودان من هرج ومرج ولو كلف ما كلف حتى ولو احترق السودان بأسره. ودعّ عنك تلك الشعارات الجوفاء التي نسمعها منهم كالمحافظة على السودان أو لتسليم السلطة لحكومة مدنية، فذلك لا يعدو كونه من باب ذر الرماد في العيون ولو كان قلبهم على السودان لما سمعنا حتى طلقة واحدة ولما روع الآمنين وقتل الكثير من الأبرياء. ومن جانب آخر من أين كل هذا السلاح وهذه القوات والشعب السوداني أوضاعه الاقتصادية صعبة جداً، فثرواته جُلها للعتاد الحربي وللسلاح والباقي في جيوب المتنفذين من العسكر؟، فهم عبر التاريخ لم يحكموا بلداً إلا أفقروه أو أدخلوه في خِضم حروب ونزاعات لا تنتهي وشهيتهم مفتوحة للسلطة والتسلط، فهم تركوا دورهم الأساسي في حماية الأوطان ضد الأطماع الخارجية وانشغلوا في أمور ليست من اختصاصهم وكانت نتائج ذلك كارثية على الدول والشعوب. نسأل الله أن يحقن دماء السودانيين بعد أن سال الكثير منها للأسف الشديد فقد تعوض بعض الأشياء لكن الوطن والأرواح لا تعوض فهي مصيبة كبرى لا تُعوض.