24 سبتمبر 2025
تسجيليشكل تسارع عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان من قبل دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بجانب الدول العربية والأفريقية والآسيوية، مؤشرا على أن الحرب الدائرة في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، قد يطول أمدها وتتسع دائرتها، مع استمرار المعارك الجارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع، خصوصا مع ترجيح مسؤولين غربيين بجانب المراقبين والخبراء عدم تغير الأوضاع الأمنية في السودان على المدى القريب. لقد بدأ السودان يتجه إلى الدخول في نفق مظلم، بعد أن تمسك الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بالاستمرار في الحرب التي تسببت حتى الآن بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر، فيما تطغى أصوات إطلاق الرصاص ودوي الانفجارات وتحليق الطيران الحربي، على الدعوات والمناشدات المتكررة من كل الاتجاهات للتهدئة وضبط النفس. ومع استمرار عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية والأجانب من الخرطوم، بدأ تزايد المخاوف ليس فقط على مصير الشعب السوداني الشقيق ووحدة السودان، وإنما كذلك على انعكاس تداعيات هذه الحرب على الأمن والسلم والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، مع المخاطر الأمنية الكبيرة المتوقعة جراء انهيار السلطة في السودان وتفشي حالة الفوضى التي تهدد المنطقة والعالم. إن الخروج الجماعي للدبلوماسيين الأجانب من السودان، يلقي بالمسؤولية على عاتق الأطراف السودانية، الذين يمكنهم، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، من العودة إلى مسار الحوار والمفاوضات لتجنيب بلادهم وشعبهم ويلات الحروب وتداعياتها، ومنع السودان من الانزلاق نحو مصير العديد من الدول، خصوصا وأن تداعيات الحرب على عدد من الدول في المنطقة لا تزال ماثلة أمامنا.