22 سبتمبر 2025

تسجيل

صاحب السمو أظهر حكمة القائد صاحب الرؤية

24 أبريل 2020

كلمة سمو الأمير تقدم خريطة طريق لما بعد أزمة كورونا رسائل داخلية وخارجية عديدة في وقت استثنائي الكلمة تظهر الجانب الإنساني للقائد في أوقات الأزمة الخطاب يبعث الأمل ويقدم الإلهام للشعب سمو الأمير يقدم تصوراته حول الحاضر والمستقبل على قدر المسؤولية والتحديات التي تواجهها دولة قطر والعالم بأسره في هذا الوقت العصيب، جاءت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لسنة 1441 هجرية، استثنائية، وفي وقت استثنائي تواجه فيه البشرية خطر وباء فيروس كورونا (كوفيد-19). كلمة صاحب السمو أمير البلاد المفدى التي بارك فيها للمواطنين والمقيمين حلول شهر رمضان المبارك، وهو يذكر الأمة بالقيم والفضائل التي يستدعيها الشهر الفضيل ومسؤولية الأفراد تجاه بعضهم البعض وتجاه المجتمع، كانت فرصة عبر سموه فيها عن رؤية سديدة تتسم بالحكمة وهو يستشرف مآلات مستقبل العالم، بعد جائحة كورونا. لقد فرضت الظروف في هذا العام أن يأتي الشهر المبارك، بينما قطر وكل دول العالم تخوض معركة كبيرة للتصدي لوباء كورونا، لذا كانت الكلمة الاستثنائية لسمو الأمير، لا تهنئ بحلول الشهر الفضيل فحسب، بل تتعدى ذلك لتقدم خريطة طريق متكاملة للتعامل مع أزمة وباء كورونا وتداعياتها. ولا شك في أن الكلمة التي حملت الكثير من الرسائل العميقة والمهمة في كل الاتجاهات، داخليا وخارجيا، كانت تعبيرا عن حكمة القائد صاحب الرؤية الذي يتوجه ببصره إلى أفق أبعد كثيرا من الوضع الحالي للأزمة ليقدم تصوراته حول المستقبل، دون أن يغفل عن الواقع وما يجري فيه، وليبعث الأمل في الشعب، وهو يؤكد أن قطر تسير بخطى واثقة على الطريق الصحيح. على الصعيد الداخلي، كانت رسائل حضرة صاحب السمو شاملة فيما يتعلق بالأزمة وتداعياتها، حيث أعاد سموه، بعد أن أشار إلى الإجراءات التي قامت بها الدولة للتعامل مع الأزمة، التشديد على تذكير المواطنين والمقيمين بمسؤولياتهم الفردية في الالتزام الصارم بالتدابير الاحترازية والتباعد الاجتماعي وهو يوجه رسائله لهم: الرسالة الأولى "إن الطرف الأول في هذه المعادلة هو الدولة ومؤسساتها، أما الطرف الثاني فهو المواطن المسؤول الملتزم بالتعليمات، والممتنع عن الاختلاط أو الخروج من بيته لغير الضرورة القصوى والملتزم بالتعقيم وغيره من إجراءات الوقاية الشخصية. يجب أن يدرك كل فرد أن إهماله لن يؤدي فقط إلى إصابته، بل أيضاً إلى تعريض الآخرين للخطر". أما الرسالة الثانية، فقد كانت تكشف عن الوجه الإنساني للقائد الذي لا ينسى، وهو يقدم الشكر لكل المتطوعين والعاملين من طواقم طبية وشرطة وأجهزة أمن وغيرها من المجالات الأخرى المتعلقة بالأزمة، أن يطلب منهم جميعاً أن ينتبهوا لأنفسهم. وفي رسالته الثالثة، يبعث صاحب السمو بإشارة أمل في دراسة التوقيت المناسب لإعادة الفتح التدريجي للأنشطة المختلفة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أهمية أن الدولة لن تجازف بصحة الناس وأنها لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة مرة أخرى إذا اقتضت الحاجة. الرسالة الرابعة كانت تشكل رؤية صاحب السمو في مواجهة التحدي غير المسبوق الذي تمر به قطر وكل دول العالم، وهي تأكيد سموه أهمية ما تقتضيه المسؤولية الوطنية من تعاون وتكاتف الجميع لمواجهة تبعات كورونا الاقتصادية، والتي حددها في القيام بإصلاحات جذرية تحرر الاقتصاد من الارتهان للتقلبات في أسعار الطاقة، والحد من أي تأثيرات محتملة عليه من مثل هذه الأزمات مستقبلا. وعلى الصعيد الخارجي، كانت رسالة صاحب السمو إلى قادة دول العالم، هي الدعوة إلى التعاون والتنسيق، وليس التنافس، سواء في مجال إنتاج اللقاحات والعلاجات، أو لمواجهة التبعات الاقتصادية والاجتماعية للوباء، وهي دعوة تنبع من أن المخاطر الحالية والقادمة إنما تستهدف الإنسانية جمعاء. لقد وضع صاحب السمو من خلال كلمته قادة العالم أمام مسؤولياتهم في مواجهة حقبة ما بعد أزمة كورونا، ورسم لدولة قطر وشعبه الوفي خريطة الطريق نحو العبور الآمن وكيفية تجاوز الأزمة وتداعياتها بشفافية ومسؤولية كاملة، وهو يدرك قدرة الشعب وصلابته ووحدته والتي أظهرتها كل الأزمات التي مرت بالبلاد. في مثل هذه الظروف والأزمات العصيبة، دائما ما تحتاج الشعوب إلى قائد مثل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قائد صاحب رؤية يقدم الإلهام لشعبه، وينير الطريق أمامه ويحول كل أزمة إلى فرصة، لكن قليل من القادة من يفعلون.