مباحثات الكويت ومستقبل اليمن

تشكل مباحثات السلام التي انطلقت قبل يومين بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة في دولة الكويت، فرصة سانحة نحو التوصل لاتفاق ينهي الأزمة المحتدمة في هذا البلد، ويعيد الأمن والاستقرار إليه بعد أن تأكد للجميع، وفي مقدمتهم اليمنيون أنفسهم الخطأ القاتل الذي وقع فيه الحوثيون وحلفاؤهم بجر اليمن إلى مستنقع أزمة لم تكن محسوبة العواقب من طرفهم، وكادت أن تودي بهذا البلد إلى هاوية سحيقة ذات عواقب كارثية لولا المبادرة التاريخية من التحالف العربي للتدخل بعمليتي "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل".ولاشك أن انعقاد هذه المباحثات في دولة الكويت الشقيقة سيعطيها زخما إيجابيا، ويمنحها دفعا بناء، حيث لعبت الكويت دورا إيجابيا في تهيئة المناخ المناسب لاحتضان هذه المباحثات، كما ساندت دول مجلس التعاون الخليجي، الجهود الكبيرة للموفد الأممي السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد في عقد هذه المباحثات بعد فشل نظيرتها السابقة في جنيف. وحثت جميع الأطراف على المشاركة بفاعلية في المباحثات من أجل البدء في عملية سياسية تحقق طموحات وتطلعات الشعب اليمني المرهق بالخلافات السياسية. اليمن اليوم أمام خيارات صعبة، إلا أنه في حضنه الطبيعي، والفرصة سانحة للحوثيين وحلفائهم للجلوس على طاولة الحوار للمراجعة وتقدير المواقف والعودة إلى الرشد، وتفهم الإجماع الوطني والإقليمي والدولي، والبدء في تطبيق "النقاط الخمس النابعة من قرار مجلس الأمن 2216" دون مواربة أو تحريف.