13 سبتمبر 2025

تسجيل

قضيةٌ أكبرُ من قرار

24 أبريل 2014

انتظرنا اتصالاً من أحد الـمسؤولين باتحاد القدم، خلال حلقةِ أمسِ الأول من برنامجِ الـمجلس في قناة الدوري والكأسِ، وبعد انتهائها، توقعنا صدورَ بيانٍ أوتصريحٍ في اليوم التالي بشأنِ القضيةِ التي طُـرِحَتْ ونُوقِشَ فيها قرارُ الاتحادِ بعدمِ تسجيلِ أبناء القطرياتِ والـمقيمين في الفئاتِ السِّنيةِ بأنديتِـنا، لكن ذلك لم يحدثْ، على الرغم من كونِ البرنامجِ مُتابَـعاً من جمهورٍ كبيرٍ، محلياً وعربياً، وموضوعُهُ لابدَّ فيه من رأيٍ قاطعٍ نظراً لأنه قد يؤدي إلى إضعافِ خطابِنا الإنسانيِّ، ويؤثرُ سلباً على كرتِنا القطريةِ، ويُسهمُ في تخليقِ أنماطَ سلوكيةٍ لا نقبلُها، ولنناقشَ الأمرَ في نقاط، كالتالي :(1) من جانبٍ مَصلحيٍّ، نجدُ أنَّ احتضانَ الـموهوبين وذوي الاستعداداتِ الجسديةِ والعقليةِ والنفسيةِ من أبناءِ القطرياتِ والـمقيمين يعد عاملاً مهماً في تطويرِ كرتِـنا القطريةِ وضمانِ قوتِـها مستقبلاً، وهو أمرٌ يدركُـهُ الجميعُ، وبخاصةٍ في ظلِّ استعداداتِنا لمونديالِ 2022 م الذي لن ينفعَ فيه استمرارُنا في تجنيسِ الـمحترفينَ الأجانبِ، وإنما بناء وتأسيس قواعدَ سنيةٍ لكرةِ القدمِ في أنديتِنا لا تستثني أحداً.(2) من جانبٍ إنسانيٍّ، يَصطبغُ القرارُ بعنصريةٍ غيرِ موجودةٍ في بلادِنا أصلاً، بل إنَّ التوجيهاتِ والتشريعاتِ يحاربانها بضراوةٍ، لأنَّ مجتمعَـنا يرتكزُ على الـمبادئ الإسلاميةِ والإنسانيةِ.. وليستْ حجةً تلك التي يرددها البعضُ بأنَّ قوانينَ الفيفا تنصُّ على ذلك، فالفيفا، أيضاً، تُشددُ على رَفْضِ العنصريةِ، ومن الـممكن للشؤونِ القانونيةِ باتحادِ القدمِ أنْ تضعَ بصمةً قطريةً عالـميةً عندما تتقدمُ بمشروعٍ لتبديلِ قوانينِ الفيفا بما يتناسبُ مع الإنسانيةِ والعدالةِ.(3) من جانبِ الاستقرارِ الـمجتمعي، يجبُ على الجميعِ، "أفراداً ومؤسساتٍ"، العملُ بما يُسهمُ في توطيدِ الاستقرارِ، من خلالِ الحَـدِّ منْ الأسبابِ الـمؤديةِ للسلوكِ غير السَّـوِيِّ في أوساطِ الناشئةِ والشبابِ.. وهذا لا يكون بقوانينَ عقابيةٍ فحسب، وإنما ينبغي له من احتضانِ هؤلاء واستثمارِ طاقاتِـهِـم في مجالاتِ ميولِـهِـم، وليس كالأنديةِ موضعاً يتمُّ فيه ذلك. وأيضاً، ليستْ حجةً تلك التي تقول إنَّ الأنديةَ لم تُغلقْ أبوابَـها في وجوهِـهِم رغم القرارِ، لأننا نُدركُ أنَّ معظمَـهم لن يتجهوا إليها بسببِ شعورِهِـم بالدونيةِ وعدم جدوى انضمامِهِـم إليها، وهذا يقودُ إلى تنميةِ أنماطِ سلوكٍ جُرميةٍ في نفوسِـهِـم، تؤثر سلباً على مجتمعِـنا كلِّـه.(4) من جانبٍ قانونيٍّ بَـحْتٍ، فإنَّ التشريعاتِ والقوانينَ الـمعمول بها تَـنُصَّانِ على معاملةِ أبناءِ القطرياتِ كمواطنين.. في حين يُشيرُ القرارُ إلى عدمِ اعترافِ الاتحادِ بأصالةِ ونقاءِ انتمائِـهِم الوطنيِّ الخالصِ، وكأننا نتحدثُ عن آخرينَ ليسوا منا. كلمةٌ أخيرةٌ :في خطابِـنا الإنسانيِّ، الجميعُ مسؤولون ومُطالَـبونَ بالعملِ الجادِّ الذي يخدمُ مساعينا للحديثِ مع العالَـمِ بلغةٍ إنسانيةٍ رفيعةٍ... ولا أظنُّ أنَّ قرار اتحاد القدمِ يُسهمُ في ذلك.