12 سبتمبر 2025
تسجيلبعد فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابات التصفية التمهيدية للحزب الجمهوري وانتزاع ترشيح حزبه الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، سنشهد عودة للمواجهة الثأرية بين ترامب ومرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الرئيس جو بايدن في 5 نوفمبر القادم، مع شبه تعادل فرصه مع بايدن حسب استطلاعات الرأي. ولكن قد يدان ترامب وحتى يُسجن بسبب التهم التي تلاحقه! لا شك يثير احتمال فوز وعودة ترامب في 20 يناير 2025- لأربع سنوات قادمة كثيرا من المخاوف وعدم اليقين بين الحلفاء الأوروبيين والخليجيين والعرب والحلفاء الآسيويين وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية، في العلاقة مع الحليف الأهم للحلفاء. كما يثير ارتياح خصوم الغرب والأنظمة المستبدة والقادة اليمينيين المتشددين الذي يكرر ترامب إعجابه بقوتهم!. وعلى رأسهم نتنياهو، منحه ترامب القدس العاصمة الأبدية والجولان عام 2018!! وتشي الزعيم الصيني وبوتين الذي فاز برئاسة خامسة، ومودي رئيس وزراء الهند الذي سيخوض انتخابات برلمانية الشهر القادم، وكيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية. وأوربان رئيس وزراء هنغاريا الذي دعاه ترامب لزيارته في مقر إقامته في مار لاغو في ولاية فلوريدا هذا الشهر! كان ملفتاً حسب مجلة الإيكونومست الرصينة في عددها الأخير: «العالم يستعد لعودة محتملة لدونالد ترامب: قد يقسم العالم إلى مجموعات ما بين حلفاء يستخدمهم، ودول يعرضها للأضرار ودول خاسرة»! « The world is bracing for Donald Trump’s possible return, He could split countries into users, bruisers and losers- مناقشة تلك المخاوف عن احتمال عودة ترامب للرئاسة الأمريكية في جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس- سويسرا مطلع هذا العام. «وانخرط أحد المشرعين الأمريكيين في دبلوماسية الباب الخلفي لاسترضاء الحلفاء، معرباً عن قلقه من أن الحكومات الأجنبية «تشعر بالفزع إزاء ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي حول الديمقراطية الأمريكية». بما قد يشمل التعريفات الجمركية، والتخلي المحتمل عن أوكرانيا وتايوان، والتعامل مع الحلفاء الآخرين، والمقايضة مع الأعداء، والمزيد من تدهور القواعد العالمية. كما أن «أسلوب ترامب الفوضوي وشخصيته غير المستقرة يجعل التنبؤات صعبة، ومع ذلك فمن الممكن، وربما من الضروري، محاولة رسم الخطوط العريضة للنهج الذي قد يتبعه القادة الأكثر تعاملاً مع أولئك الذين قد يعتبرهم ترامب «تابعين» (الحلفاء الجاحدون)، و»الخصوم السيئون» و»خاسرون» (الدول التي لا يهتم بها)”. وذلك في عودة مزعجة ومقلقة لمرحلة إدارة ترامب بايدن الأولى وإنهاء المقاربات والمصالحات التي نجح بايدن وإدارته في إنهائها ووقف نزف وتضميد الجراح والإساءة إلى العلاقات مع الحلفاء وخاصة الأوروبيين الذين قرّعهم وهددهم ترامب إبان رئاسته بإجبارهم على دفع 2 % من مجمل دخلهم السنوي لحلف الناتو- وعمّق ذلك الجراح وضاعف حجم القلق قبل شهر عندما هدد بأنه سيترك بوتين الذي بدأ عامه الثالث في حربه المدمرة على أوكرانيا وقصف خلال الأيام الماضية بشكل غير مسبوق للعاصمة الأوكرانية كييف- ودمر البنى التحتية- بأن يفعل بوتين ما يشاء مع تلك الدول التي تتخلف عن زيادة نسبة ميزانية الدفاع! ما تسبب بحالة صدمة وهلع لحلفاء الولايات المتحدة. خاصة وأنه حسب مجلة الإيكونومست: «يزيد عدد الصراعات عن 50 صراعًا، في أعلى مستوى للصراعات منذ عام 1946، وفقًا لمعهد أبحاث السلام في أوسلو». لذلك ليس مستبعداً وضع حلفاء وخصوم أمريكا سيناريوهات والاستعداد لعودة ترامب. وقد تكون أوكرانيا وتايوان أكبر الضحايا والخاسرين من رئاسة ترامب، خاصة وأن ترامب أطلق في الأسبوع الماضي تحذيرات خطيرة وغير مسبوقة مهدداً بحمامات دم في أمريكا وأن الانتخابات الرئاسية هذا العام قد تكون الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي ستشهدها الولايات المتحدة هذا القرن»! ما يزيد من حالة القلق والمخاوف وتراجع الثقة بالاعتماد على الحليف الأمريكي ويطرب الخصوم وخاصة روسيا التي تحقق مكاسب في حربها على أوكرانيا وتتقدم في الجبهة الشرقية وتدعي ما تسميه «تحرير مدن»- احتلال ويقصف العاصمة كييف ويعمق معاناة الأوروبيين ومخاوفهم الأمنية. وكذلك يشجع الصين في تحدي الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي وتهديد تايوان وتعميق المعضلة الأمنية لحلفاء الولايات المتحدة من أستراليا إلى كوريا الجنوبية واليابان وتايلند والفلبين!! ما قد ينسف إنجازات الرئيس بايدن في السنوات الأربعة الماضية، وما دأب الرئيس بايدن على تكراره منذ وصل إلى البيت الأبيض- «أخبر حلفاءنا أن أمريكا قد عادت -(منذ أيام انعزال ومواقف ترامب تجاه الحلفاء»- فيرد الحلفاء متسائلين إلى متى ستبقى أمريكا»؟! وهذا بدا واضحاً مع فشل إدارة بايدن في تحقيق الملفات الكبرى الذي انهمكت إدارته في التعامل معها. احتواء تمدد وتهديد بوتين في أوكرانيا والأمن الأوروبي، مع عرقلة الجمهوريين لحزمة مساعدات 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا. وفشل إدارة بايدن بل إهانة نتنياهو المتكررة لبايدن وإدارته برفض الانصياع لمطالب بايدن وإدارته برغم 6 زيارات لوزير الخارجية بلينكن إلى المنطقة- واستخدام أمريكا الفيتو 4 مرات لحماية إسرائيل ومنع وقف حرب الإبادة على غزة. وبرغم المجاعة ورفض فتح معبر رفح لدخول آلاف الشاحنات الإغاثية والمساعدات والتوصل لصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل. والإصرار برغم معارضة نتنياهو وحكومته المتطرفة مطالب إدارة بايدن شن اجتياح على رفح لتحقيق «الانتصار المطلق» كما يدعي نتنياهو وهو هدف لا يمكن أن يتحقق. وكذلك هناك الخلافات حول الإصرار على مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء وتوسعة المستوطنات في الضفة الغربية، ورفض وتفاخر نتنياهو أنه من أفشل قيام دولة فلسطينية في تحدٍ لرؤية وهدف إدارة بايدن لحل الصراع العربي- الإسرائيلي وتحقيق سلام عادل ودائم! واضح هناك حالة ترقب واستعداد وربط أحزمة وقلق لدى حلفاء أمريكا وارتياح وحتى نشوة لدى خصوم أمريكا وحلفائها سنرى!!