13 سبتمبر 2025

تسجيل

ما الذي حل بنا؟

24 مارس 2016

لا أظن أن أحداً منا قد نسى أو تناسى، كيف كانت حياتنا قبل عدة سنوات لا أكثر، وهنا أعني حياتنا الاجتماعية وتواصلنا مع بعضنا البعض، وما كان يحمله هذا التواصل من رحمة وتعاون ومودة وصلة أرحام، وكل تلك المعاني التى قد توارى كثير منها خلف أسوار عصر السرعة وزمن التواصل التكنولوجي.إن الله تعالى حين جعل الروابط الأسرية وأوجد صلة الأرحام، وجعل لها أعظم الأجر والجزاء، وجعل فى قطعها أكبر الذنب وأسوأ الجزاء، لم يكن ذلك بالطبع عبثاً ولا دون مغزى، وانما بالطبع لما يعلمه الله تعالى من أثر هذه الروابط العظيمة على الأفراد والأسر، فالعائلة هى السند وهى العون وهى المستشار المؤتمن، وهى الحضن الدافئء والأمان للأبناء والأحفاد وللجميع، وفى البعد عنها وتقطيع تلك الأواصر كل الضياع والتشتت.لقد كنا نعيش في الماضى حياة جميلة جداً في كنف عائلاتنا الممتدة، نخطئ فيقومنا كبارنا، ونصيب فيمدحونا، نكبر وتكبر فينا كل القيم السامية التى لا تقولها ألسنتهم وإنما أفعالهم ومواقفهم أمامنا، تعلمنا في مدارسهم، وجمعنا خبراتنا فى أفنية بيوتهم، وحين نضجنا وبدأنا حياتنا المنفصلة وبنينا عوائلنا الجديدة لم نتخل عنهم، ولا عن نصحهم أو مشورتهم، وفى كل حين حاولنا ومازلنا نحاول جاهدين أن نبقى أبناءنا كذلك، بارين بأجدادهم، مدركين لقيمة صلة الأرحام، ومتشربين لمعنى التواصل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ومن قيم عظيمة لا يعرفها إلا من عاش فى جنتها.ولكن حين نلتفت حولنا نجد ألف سؤال وسؤال يا ترى ماذا حل بنا؟ وكيف بدأنا نفقد تلك المعانى الرائعة التى لا يمكن تعويضها على صفحات الفيس بوك، ولا فى رسائل الواتساب، ولا على الانستغرام، أو في مقاطع السناب شات ولا غيره.وصدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حين قال فى حديث أبى هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلِقٌ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ".