14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في ظل شجرة السدرة، حيث الأغصان تتعانق والأزهار تتمايل والطيور تغرد، حيث الطبيعة تأسر الروح، هناك جلس الفنان المبدع وأستاذه يحتسيان قهوة الصباح، وبدأ الفنان المبدع يتأمل شجرة السدرة التي تغوص عروقها في أعماق الأرض وبكثرة ثمارها وتعالي غصونها نحو اللانهاية نظر إليها نظرة تأمل، وبسكينة وهدوء قائلا: إننا نولد وتولد معنا الرغبة باكتساب المعرفة ونولد وعلى شفاهنا ألف سؤال وسؤال.إنها عملية البحث عن الحقيقة المبنية على حافز طبيعي يستمر في حثنا على اكتساب المعرفة حتى نهاية العمر، إنها الرغبة في التعلم والتجديد أستاذي الجليل. فرد عليه استاذه: لقد قرأت مقالتك اليوم وعرفت مدى تأثيرها في صناعة الفن الجميل، فهل تخطط لمقال جديد ؟ تبسم الفنان فأجاب: نعم وستكون أنت موضوع مقالي للأسبوع القادم، وكم أتمنى أن تكون حياتي كتلك الشجرة ؟ صمت قليلا فعاود فكانت أسئلته وطروحاته استفزازية أحياناً، تهدف لاقتناص المزيد من دخائل أستاذه الذي لا يحب الكلام كثيراً، لا رغبة في إزعاج أستاذة بل أحب اكتساب المعرفة وجلاء غموض الأشياء كان يمتلك رغبة كجموح الخيل والتي لا تفتر ولا تلين أنه الفضول رافقته طيلة حياته محركا نبوغه لدوافع رغبته الصادقة بفهم الحقيقة ويشعر من خلال مثابرته الدائمة بتغير مهم طرا على حياته عمليا وأنه سبب نشوة سعادته وأن العقول الكبيرة تسأل الأسئلة الكبيرة! وهذا يعني أننا نوسع أفقا. ضحك الأستاذ قائلا: في بالك مائة سؤال وسؤال وهذه علامة صحية، المهم ألا تردد ما علمتك وكأنه محفوظات!فتبسم ضاحكا: ألا تسعد أن تراني في مستواك؟ واعلم أن في عينيك ما يقول غير ما تقول إنها لا تعالج عملية التعليم كمسألة حسابيه (2+2=4) وإنما هي مسألة إبداعيه، وإذا كان التلميذ ذا بصيرة نفاذة فبعد هضمه لكل القواعد والأصول يبدع وبشخصية جديدة. وعندما حل المساء وأخذت الشمس تلم وشاحها الذهبي عن الحقل تابع الفنان حديثه: لقد أدركت الآن أنك ذو مقدرة عالية على التغيير فيمن حولك أستاذي! لاشك أن تفكيري في هذه الأمور كلها هو الذي أعاد إلى ذهني كتابة هذا المقال فانتهى من حيث ابتدأ، ولكي أبلغ النتيجة حتى أصل إليك، فعطاؤك كشجرة السدرة مستمد من طاقة طبيعة عجيبة، تتشعب ثمارها وتمتد في الزمان والمكان لعطاء يخلد ولذلك تستحق أن أسقيها بدمي ودموعي، فلا قيمة للفنون الجميلة إذا لم تكن قوة من يؤثر ويتأثر أنه أنت وهو وهي فالإحساس بالعطاء هنا جميل وهو المقياس الإنساني الحقيقي وأن الإنسان لا يحصد غير الذي يزرع وأن معلمك الحقيقي ليس الأستاذ الجامعي بل فنان ذو عطاء كشجرة السدرة.