31 أكتوبر 2025
تسجيلالعرب والمسلمون وخصوصاً الذين يعيشون في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة يواجهون تياراً مستمراً من الانحياز ضدهم، يتسم بالتهكم والمضايقات والتصنيف من مختلف الاتجاهات، ويسود هذا التوجه بشكل خاص في وسائل الإعلام التي تعتمد الأخبار والتقارير والمقابلات، وبالنظر إلى القدرة الهائلة التي تتمتع بها وسائل الإعلام في الوصول إلى الجماهير المختلفة، فإن هناك تأثراً كبيراً للرأي العام الجماهيري بالتقارير الإعلامية حول العرب والمسلمين كبشر والإسلام كدين والشرق الأوسط كمنطقة تمثل محوراً جوهرياً للعالم، والتي تبرزهم في صورة نمطية سلبية تتشكل كقالب جامد يصب في العقول ويزرع في القلوب، بحيث يصبح التخلص منها أو تغييرها أمرا بالغ الصعوبة.غلاف لمجلة “wSieci” البولندية اليمينية، التي تصدر أسبوعياً، احتوى على صورة لامرأة بيضاء البشرة ملتفة بعلم الاتحاد الأوروبي، وهي تصرخ بسبب لمسها والاعتداء عليها من قبل أيدي رجال ذوي بشرة سمراء، حيث تشير الصورة إلى الهجمات الجنسية، التي أشارت بعض التقارير إلى أنها ارتكبت من قبل مهاجرين ولاجئين ضد نساء أوروبيات في ليلة رأس السنة. الشاهد في هذه الحادثة أنها أعادت التصورات القديمة التي لجأ إليها الداعية النازية في ألمانيا والفاشية في الايطالية والتي استخدمت صور نساء غربيات يتم الاعتداء عليهن من قبل يهود ورجال من جنوب إفريقيا.الإشكالية تكمن في أن وسائل الإعلام وخصوصا المؤثرة والجماهيرية والجمهور المستهلك والمستهدف لها ينخرطون في عملية تبادل للأفكار والمعلومات والانطباعات التي تؤدي بدورها إلى نشوء حلقة دائمة الدوران تشير بإصبع الاتهام إلى جهة بعينها وهي هنا العرب والمسلمون، وتؤدي إلى صناعة صورة نمطية مقلوبة ومشوهة ومتكررة تعود للبروز مع كل حدث له آثار جانبية سلبية، وللأسف أن الأزمات والمشاكل والصراعات ومعظم الضحايا اليوم محسوبون على العالم العربي والإسلامي، وهم يفرون إلى أوروبا والولايات المتحدة، للبحث عن حياة أفضل، ولكن المصاعب تلاحقهم هناك وتلعب الصورة النمطية التي تسهم في ترويجها بعض وسائل الإعلام المتحيزة وذات الأجندات السياسية دوراً كبيراً في تشويه صورتهم ووضع العراقيل في وجوههم!