15 سبتمبر 2025

تسجيل

أجنحة الفراشة والتعليم

24 يناير 2024

تقول نظرية الفراشة «إن رفرفة جناحي فراشة، يمكن أن تحدث تغيرات مناخية في الجانب الآخر من الكوكب». يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للتعليم الذي يصادف اليوم الرابع والعشرين من شهر يناير، وتحتفل قطر بهذا اليوم للمرة الأولى وتحت شعار «التعليم مسؤولية الجميع». ان اليوم العالمي للتعليم يعتبر دعوة لتحويل الالتزامات والمبادرات العالمية الى أفعال. لما للتعليم من دور أساسي في بناء المجتمعات ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تنبع أهمية هذا الحدث العالمي التربوي كحق أساسي للإنسان ومصلحته، وأهمية العنصر البشري في العملية التعليمية، وتسليط الضوء على أهمية التعليم في تحقيق التنمية. التي تشمل الطالب والمربي وولي الأمر وبمشاركة مؤسسات المجتمع ووصولا الى الجامعات ووسائل الاعلام والمؤسسات الدينية التي لها دور في تعزيز البيئة التعليمية. ومن أقوال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «لقد أصبح التعليم في عصرنا حقا من الحقوق الاجتماعية، التي غدت بدورها جزءاً لا يتجزأ من حقوق الانسان، والاستثمار في التعليم من أهم عناصر البناء والاقتصاد والنهوض بالمجتمعات وتحقيق النمو والرخاء». ان أمام أولياء الأمور والتربويين تحديات كبيرة تواجههم، منها إعداد الشخصيات الناجحة من الطلاب والطالبات. لذلك من المهم تدريب الطالب على الاختيار المناسب منذ الصغر ووضع البدائل الأفضل في كل الأمور سواء كانت داخل البيت أو بالمدرسة. ويسلط الضوء أيضا في هذا اليوم على الأهمية البالغة لبناء الانسان والاستثمار في تعزيز وتشجيع الطالب في التعلم والنجاح لخدمة نفسه ومن حوله. فالأبناء هم الثروة الحقيقية للمجتمع وليس الأسرة فقط. التعليم مسؤولية مجتمعية مشتركة يشترك فيها المعلم والوالدان لبناء المهارات والقيم اللازمة. عن طريق توفير بيئة تربوية محفزة ومشجعة صالحة للأبناء الطلاب. ان التعاون المشترك بين المدرسة والاسرة، لتأسيس المهارات المساعدة، التي تلبي احتياجات الطالب، لها دور بارز في زيادة الوعي، وبناء المهارات التي توافق احتياجاته، وكل ذلك له أثر وقيمة كبيرة في التحول الإيجابي في المجتمع. وبما أننا في عصر العالم أصبح قرية صغيرة، وفي وقت انتشار الأجهزة اللوحية والكفية، وصارت في متناول يد الجميع، ويملك الطلاب اليوم عقولا واعية، بما يكفي لاختيار ما يريد، ومتوازية مع حاجاتهم النفسية والاجتماعية والفسيولوجية، وأيضا فرصة للتعرف على ثقافات أخرى. ان الاستثمار في الناس وإعطاء الأولية للتعليم هي أولوية بالغة الأهمية في ظل التحديات التي يواجها العالم. ويمكن الأشخاص من التعرف على العالم والتطورات التي يشهدها في جوانب كثيرة من الحياة. التعليم مسؤولية الجميع، وهنا يبرز أثر الفراشة ودور المربي والوالدين بتوفير جو من الإيجابية والتفاؤل والتحفيز للطالب، ليكسر حاجز الخوف وتشجيعه على النجاح واستغلال الوقت بالنافع. والابداع له أثر إيجابي في صناعة الطالب واعطائه فرصة ليبدع. بالإضافة الى أهمية وجود القدوة الصالحة أمر لا غنى عنه، فإسهامات الوالدين والمعلم في العملية التربوية لها دور في نجاح الطالب، لتمهيد الطريق له للإبداع والانجاز. وفي اليوم العالمي الذي نحتفل به جميعا ولأول مرة في قطر لا ننسى أن نذكر انه قد قطعت دولة قطر أشواطا كبيرة في رحلة التعليم، وتحسين نوعية التعليم، التي بدأت منذ عقود، وانتقلت الى مستويات أعلى عاما بعد عام. وخلال ذلك انتقلت قطر من التعليم التقليدي المبني على التلقين الى التعليم الحديث، الى أن احتلت المركز الأول عربيا في جودة التعليم والرابع عالميا. ووصل الطالب الى مرحلة أن يكون هو الثروة والاستثمار البشري. يقول أرسطو «التربية هي إعداد العقل للتعليم كما تعد الأرض للحرث لإلقاء البذور فيها». كل هذا وبيني وبينكم...