10 سبتمبر 2025

تسجيل

نحن ومعتقداتنا

24 يناير 2023

الإنسان لا يُشكل ويتكون فجأة ومرة واحدة، فهو ليس روبوت. كل ما فيه من أحلام وأفكار ومعتقدات وتساؤلات وعلم وفن وحتى إيمانه، يُبنى طبقة طبقة أو طوب طوب طوال حياته، ولكنه بخلاف البناء، يبقى تحت البناء حتى يموت، عندها يكون قد اكتمل بناؤه. والانسان له الخيار فيما يبني في نفسه، هل يريد بناء قصر؟ برج؟ فيلا؟ قراج؟ حديقة؟ شارع؟ بيت صغير؟ فندق؟ أياً كان البناء الذي بناه الإنسان لنفسه، ستكون أساساته قد وُضعت في الصغر، وحتى مرحلة المراهقة والجامعة. وقد يكون والداه أو بيئته التي وُلد فيها، ساعدته في قرار وضع الأساسات ومكان وضعها وكيفية وضعها، والبناء المتصور له، ولكن ذلك لا يعني بأنه لا يستطيع تغيير ذلك. ذلك لا يعني أن الانسان لا يستطيع تغيير المنزل الذي بناه والداه في داخله إلى حديقة أو منزل أكبر! كل ذلك بيد الانسان وأكثر! وأكثر ما على الانسان أن يعمل عليه، هو المعتقدات والأفكار التي تم تغذيتها له في صغره إما بشكل مباشر أو غير مباشر. بشكل مباشر، كأن يُقال له في المدرسة أو عبر والديه: "لن تنجح إلا عبر العمل الجاد والمجهد والمتواصل!". أو "لم ينجح أحد في حياته بسهولة!" أو "الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء يزدادون غنى!" أو "الحياة صعبة وكلها مشاكل!" أو "الأقارب عقارب!". أو بشكل غير مباشر مثل أن يرى والديه دائمي التشاجر والكره لبعضهما البعض، حتى ينفصلا في النهاية، فيعتنق فكرة "لا وجود للحب" أو "الانسان سيعيش وحيدا ويموت وحيدا!". هذه المعتقدات والأفكار التي تربى عليها الانسان، ليست أمراً بسيطا، أو أمر بلا تأثير عليه، فهي تمد الانسان بالأفكار والمشاعر السلبية، التي تجعل حياته أصعب بمجرد وجودها في داخله. فالإنسان الذي يرى "الناس كلهم شر وما فيهم خير" هو انسان خائف، تعيش فيه أفكار الشك والخوف، و بالتالي فسيرى الناس مهما فعلوا ناس لا يستحقون الثقة! الانسان الخائف سيرى العالم المرعب الذي يؤمن به في داخله! ومن هنا تأتي أهمية تغيير المعتقدات والأفكار الداخلية للإنسان، من الخوف والغضب و الشعور بالذنب إلى الحب والتقبل والسلام والشجاعة. من "العالم الخارجي غابة، يفترس فيه الانسان أخاه" أو كما يقول الغرب: "IT’S A DOG EAT DOG WORLD"، إلى "العالم حديقة وواحة كبيرة، فيها سأعطي الحب سأستقبل الحب الذي أستحقه!". عندما يغير الإنسان قناعاته ومعتقداته الداخلية، يُغيّر العالم الخارجي من حوله، إلى عالم أفضل وأجمل وأسعد! وهذا هو حجر الأساس الذي يجب على الإنسان العمل عليه اليوم و دائماً!