18 سبتمبر 2025

تسجيل

إلغاء المتابعة

24 يناير 2021

من إيجابيات شبكات التواصل الاجتماعي خاصية إلغاء المتابعة من الأشخاص الذين قد نتابعهم وبعد فترة نكتشف أن مبادئهم وطريقة حياتهم لا تتفق وأفكارنا ومبادئنا، وربما تجبرك أحياناً بعض المجاملات أن تضيف أشخاصاً لقائمتك منذ اللقاء الأول أو يجبركَ البعض على إضافته، وبعد أيام تنصدم من المحتوى الذي يقدمه هذا الشخص أو ينكشف لك المستور فتندم من إضافته، فإلغاء الإضافة هنا هي المنقذ من الاستمرار في متابعة ومشاهدة محتوى لا يليق بك ولا يعجبك ولا يضيف لك شيئًا، وتتوفر هذه الخاصية في كل برامج التواصل الاجتماعي، بل تتوفر خاصية الحظر أيضاً التي تسّهل عليك حياتك وتمنع المتطفلين من متابعة تفاصيل حياتك أو إزعاجك. تسمح برامج التواصل الاجتماعي للناس بالدخول لحياتك بعد زر الإضافة وهنا تكون مُعرضاً إما للإعجاب أو للنقد وطالما أنك قبلت بإضافات الآخرين أو تركت حسابك عام فأنت مُعّرض لكل ما يعجبك وما لا يعجبك، فلا تتوتر ولا تقلق وإن كنتَ كذلك فالأفضل أن تجعل حسابك خاصاً أو تحظر كل من يزعجك. من ناحية أخرى الناس متعددة الثقافات والمبادئ والمعتقدات والأخلاق، وكلٌّ يتعامل معك بأخلاقه، ولا يمكنك تعليم الآخرين الأدب في ظل الانفتاح الذي نعيشه وانعدام الالتزام واختلاط كل المبادئ، فما تعتقده خطأ يظنه غيرك صواباً، ولكثرة وتنوع المحتوى تتداخل الثقافات ويصبح كل شيء مألوفاً وعادياً ومقبولاً، وربما أكثر ما يثبت ذلك هو التعليقات الواردة تحت الصور أو التغريدات كم هي صادمة وتبين لك مستويات الثقافة والأخلاق التي ينتمي إليها المستخدم الذي غالباً ما يتوارى تحت اسم مستعار ليتمكن من التجول بين الحسابات وإضافة التعليقات بأي مستوى وإن كان تعليقاً خارجاً عن الأدب، بل البعض لا يفكر حتى بأن صاحب الحساب إنسان ولديه مشاعر وأهل وأصدقاء يتابعونه وقد يقرؤون ما يكتبه المتخفي من كلام جارح والذي يعتبر تَنمراً على الآخرين، ويتناسون مبدأ الحديث الشريف عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر، فليكرم جاره). وللأسف إن بعض الناس أصبحت تتباهى بقول وفعل السوء دون مراعاة لأي ظروف بل دون حياء، وأجد نفسي عاجزة عن تفسير بعض التعليقات التي أمر عليها تحت بعض الصور للمشاهير أو للمواضيع المتنوعة فيكف يجرؤ البعض على التعليق بهذه العبارات الهابطة، وكيف أن هناك بشراً بهذا المستوى من الانحطاط والتفكير القذر! وكيف وصل الناس لهذه الجرأة! وهل فعلاً شبكات التواصل الاجتماعي هي الملامة لأنها فتحت الباب على مصراعيه للمستخدمين دون توجيه، فجعلت البعض يتجرأ في المحتوى، وفي المقابل يأتي الرد من المتابعين أكثر جرأة، ولم تعد هناك حدود فالبعض لا يتجرأ على الأشخاص فقط بل وصلت للحكومات ورؤساء الدول ولنا في ذلك تجربة واضحة خلال السنوات الماضية. كل ماتنطق به أو تكتبه يعكس أخلاقك ومبادئك والقيم التي تعتنقها وكلما ترّفعت عن المهاترات، كلما تميزت بحكمتك، ولك الحق في عرض رأيك ومشاركته مع الآخرين، ولكن ليس لك الحق في التطاول عليهم أو قذفهم أو استخدام ألفاظٍ وعبارات هابطة، خاصة في وجود قانون للجرائم الإلكترونية يعرضك للمساءلة القانونية، فقبل أن تنشر عباراتك توقف لحظة وكرر قراءتها وضع نفسك مكان الآخر، واشعر بشعوره وإذا ما شعرت بإهانة أو تطاول، ألغِ ذلك الرأي أو استبدله بكلمات ذات محتوى هادف وناصح وأخلاقي، لتشعر بالاحترام مع نفسك أولاً وتنال احترام الآخرين ثانياً، أما إذا كنت تفتقر إلى الاحترام والأخلاق فلن يفيد محتوى هذا المقال معك! •قانون الجرائم الإلكترونية يعاقب بالحبس والغرامة كل من يتطاول على المغردين أو مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي لذلك احذر من كل ما يصدر منك لأنك قد تجد نفسك محبوساً بعد شكوى من صاحب الحساب! •من يتمتع بالأخلاق سيتعامل بها أينما كان، سواء في المواجهة مع الآخرين أو خلف الأسماء المستعارة في شبكات التواصل الاجتماعي! •لا تجبر نفسك على متابعة أشخاص يستفزونك أو يقدمون محتوى لا يتناسب وأخلاقك، بكل سهولة ألغِ متابعتهم! [email protected] @amalabdulmalik