22 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمن والاستقرار في المنطقة

24 يناير 2020

من التوتر في منطقة الخليج على خلفية التصعيد بين إيران والولايات المتحدة، إلى المستجدات الجارية في العراق والأوضاع الكارثية في سوريا واليمن وليبيا الغارقة جميعها في حروب أهلية وأزمات إنسانية غير مسبوقة، إلى لبنان والقضية الفلسطينية التي تستمر بلا أفق للحل، تبدو الصورة كئيبة وقاتمة في المنطقة. ومع تدهور الأوضاع والحالة المضطربة التي وصلت إليها المنطقة، تزداد الحاجة في الشرق الأوسط، أكثر من أي وقت مضى، إلى العمل لوضع حد لجميع التوترات ذات الآثار الكارثية على السلم والأمن الدوليين، وهو أمر ينبغي أن يتصدى له المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي يتحمّل مسؤولية اتخاذ التدابير اللازمة لوقف جميع الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي وإنهاء الأزمات. لقد ظلت دولة قطر تبذل ما بوسعها من جهود دبلوماسية حثيثة، وتسعى من خلال التشاور والتنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة، للتهدئة وخفض التصعيد، وذلك من خلال موقفها الثابت الداعي إلى أهمية تفعيل الدبلوماسية الوقائية وانتهاج الطرق السلمية لحل الخلافات والنزاعات عبر طريق الحوار والوساطة. إن السبيل الأفضل لمعالجة أزمات المنطقة، يبدأ بإعلاء صوت العقل والحكمة لتخفيف التوتر ووقف التصعيد، ثم الحوار البناء غير المشروط، الذي يحفظ سيادة الدول في إطار ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ العلاقات الودية بين الدول، فضلا عن اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لضمان أمن واستقرار المنطقة. لقد حان الوقت لإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط ووقف الانتهاكات الخطيرة الجارية للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ووضع حد لمعاناة الشعوب الإنسانية التي استمرت طويلا، وهو أمر يتطلب تكاتف الجهود ومد جسور التواصل وتقديم التعددية والجماعية على الأحادية في إيجاد الحلول، حتى تعود كل المنطقة مكانا آمنا لشعوبها حيث السلام والاستقرار والتنمية والازدهار.