17 أكتوبر 2025

تسجيل

نجيب ومرض تسييس الرياضة

24 يناير 2019

يوم الثلاثاء الماضي، عندما كسب منتخبنا الوطني مباراته أمام المنتخب العراقي الشقيق، كان شعبنا مؤمناً بأن المنتخبين فازا معاً لأنهما عربيان ويتشرفان بتمثيل كل العرب في كأس آسيا، ولا ينتقص من أحدهما أنه غادر البطولة ما دام شقيقه لم يزل ينافس فيها بعزيمة وإصرار على تمثيل كرة القدم العربية. إلا أن هذه المشاعر العروبية النقية التي تملأ قلوب أبناء شعبنا لم تجد سبيلاً لها إلى قلوب "نجيب" وأشباهه، لأنها مشاعر نبيلة لا تقبل أن تسكن قلوباً يملؤها الغل الدفين، وتشوهها الأحقاد، وتسيرها المطامع في رضا القيادة الظبيانية عن أصحابها. لا نستغرب ما ينعق به، المذيع بقناة أبوظبي الرياضية، ضد بلادنا، قيادةً وشعباً، كلما حقق منتخبنا الوطني تقدماً في بطولة كأس آسيا المقامة بالإمارات. فالرجل بوق ينفذ السياسة العامة لقيادة بلاده في تسييس الرياضة كما سيست الدين والفن والعلاقات الإنسانية. وبالعكس مما يظنه فإن أبناء شعبنا يستمتعون كثيراً بمتابعة برنامجه لأنه يعكس فيه المعاناة المزمنة لإمارة أبو ظبي من أمراضها النفسية الناجمة عن الوجود الضخم لبلادنا كمركز حضاري عربي وإنساني مشرق، وعن انهيارات الأحلام الظبيانية البائسة في إقامة إمبراطورية في الخليج العربي واليمن والبحر الأحمر. إن هذا البوق هو الصدى لمواجع قيادته بعدما انطلقت بلادنا بعيداً عن كهوف التخلف السياسي والحضاري لدول الحصار، وازدادت تمسكاً بمواقفها المبدئية من قضايا أمتينا العربية والإسلامية. اللافت للنظر أن البوق نجيب لم يكتفِ بنعيقه العنصري المقيت الخالي من الإسلام والعروبة والإنسانية في تعليقاته ضد منتخبنا، ولا بالتعبير عن مواجعه بسبب قناة بي إن سبورت التي لم تستطع بلاده قرصنتها كما فعلت السعودية، فأخذ يخوض في شؤون سياسية لا شأن للرياضة بها،. ونقول له ولقادة أبو ظبي، إن الوقت حان ليقوموا بمراجعة مختصين محترفين في الطب النفسي ليخلصوهم من أوهامهم التي تعمي أبصارهم وبصائرهم عن الواقع الذي يخبرهم بأنهم أصغر شأناً من أن يستطيعوا التأثير على بلادنا ، أو أن يقدروا على الوصول إلى قلوبنا التي تتربع فيها قطر الحبيبة وإلى جوارها سمو الأمير المفدى. نحن، أيها البوق الظبياني، لدينا منجزات نفخر بها وندافع عنها بكل ما نملك، وهي منجزات مرتبطة برؤية تميم المجد التي تزدان باحترام المواطن وإشراكه في اتخاذ القرار، وبالحريات والتعليم المتقدم والإعمار والتحضر، وليس فيها سجون وخوف كما هو الحال عندكم، فإن كنتم، أنت وقادتك، لا تفهمون هذا الأمر، فإننا لا نبالي ولا ننتظر منكم أن تكونوا مثل قيادتنا وشعبنا في سموهما الأخلاقي وحرصهما على روابط الإسلام والعروبة والجوار والنسب التي قطعتموها برعونتكم السياسية ومؤامراتكم الفاشلة. كلمة أخيرة: نتوجه، اليومَ، إلى منتخبنا الوطني بالتقدير والاحترام للمستوى الفني والأخلاقي الذي ظهر عليه خلال البطولة، وبالثقة في أن أبناءنا اللاعبين سيبذلون وسعهم لإكمال مسيرتهم المظفرة، وبأنهم سيكونون سفراء لنهضتنا الرياضية وأخلاقنا العربية الإسلامية السامية. [email protected]