11 سبتمبر 2025
تسجيللقد عانت المجتمعات وخاصة مجتمعاتنا الشرقية في الآونة الأخيرة من تزايد عدد حوادث الطرق، وماينتج عنها من حالات الوفاة، والإصابات التي تتسبب بعاهات مستديمة، والحروق المشوهة والإصابات المتفاوتة.. وكما نعلم أن الأسباب مختلفة بين حالات وأخرى، ولكن كثيراً منها يشترك في السبب أو في المسبب، حيث إن جزءاً كبيراً جداً منها يقع الخطأ فيه على السائق الذي يتولى التحكم في المركبة، فكم وكم نرى من شباب مستهتر يسابق الموت في قيادته نراه لايعتد باشارات المرور في أوقات كثيرة ويخالف قوانين السرعة في الطرقات غير واع لما قد يتحول إليه بين لحظة وأخرى. فكم من شاب قد تحول إلى قاتل خلال ثوان معدودة حين كان يسير بسرعة جنونية محولا سيارته إلى أداة للموت لاتفرق بين رجل وإمرأة ولا بين كبير أو صغير. لقد شهدت على مدى سنوات طويلة حوادث سير أودت بحياة أبرياء لم يكن لهم ذنب إلا أنهم كانو يسيرون في طريقهم، أو يعبرون شارعاً ظانين بأنهم سوف يصلون حيث يريدون، فكان الموت أو الإعاقة لهم بالمرصاد بسبب تهور بعض الشباب واستهتارهم. لقد وعت قيادتنا الرشيدة عمق هذه المأساة، والإحصائيات المتزايدة لأعداد هذه الحوادث، وبدأت فعلا بإتخاذ الإجراءات وسن القوانين وتنظيم الطرقات وعمل الدراسات اللازمة لمعرفة الأسباب المفصلة لحوادث الطرق، والحد منها بالطرق العلمية والعملية الناجحة.. ولكن هل ياترى يكفي أن تقتصر الجهود على أصحاب القرار، والمسئولين في مواقعهم؟؟ وهل ياترى تكفي المؤتمرات والمحاضرات والدراسات لوقف شلالات الدماء الدافقة على شوارع بلادنا الغالية؟ لاأظن أن أحداً منا يؤمن بأن القيادة هي المسئولة وحدها عن كل ذلك.. بل لابد من أن يتم التفاعل مع التوعية بكل أشكالها، ورفع مستوى الوعي بأخطار تلك الحوادث وطرق السلامة المرورية، ليتم الوصول للمستوى الذي يجعل منا عناصر إيجابية تحفظ وتحافظ على أرواحها وممتلكاتها وطرقاتها برقي وبتميز كما أراد لنا ديننا الحنيف، وقيادتنا الرشيدة.. ومضة: معاً ويداً بيد يمكننا أن نكون خير أمة وخير مجتمع.. بيوتنا آمنة وشوارعنا آمنة.