12 سبتمبر 2025
تسجيلحتى اللحظات الأخيرة والقلم يتقلب بين أناملي متردداً هل ينطق أم يصمت؟، هل يصرخ أم يكتفي بذاك الأنين الذي رافقه منذ الأمس؟، هل يبوح بالسر؟ أم يكتفي بأن يظل ذاك المبحوح الذي يدرك بأنه وإن نطق إلا أنه لن يتمكن من جذب انتباه غيره إليه؟ وبين تلك الخيارات الحالكة، وجدته وقد جذب أناملي وقرر أن يصرخ على سطور هذا العمود قائلاً: (الحق الحق، ولا شيء سواه). إن جملة الكلمات التي طلت برأس هذا المقال اليوم ومن رأس واقع لا يدركه سواه هذا القلم، لم تكن لتُكتب وتُقدم ضمن مشهد مسرحي على خشبة (ما)، ولكنها كُتبت؛ لتصف حال الكثير منا، (نعم هو كذلك)، إذ إن منا من يعيش ويرى، ويعيش ليرى، ويخرج بقراره حيال كل ما قد رأه، فإما أن يقبل به ويصمت، وإما أن يرفضه ويصمت من جديد، وإما أن يرفضه ويثور، والحق أن الحق بأن يفعل، وإن جاء ذلك بعد خطوات متثاقلة تكاد بالكاد تكون لتكون. هناك الكثير من الأمور التي تأخذ من حياتك وتفكيرك حيزاً لا بأس به، ويكفي كي يشغلك عن كل ما يشغلك، وإن كان ذلك لفترة محدودة من الوقت، ومنها ما يفعل بحكم أنه من الأمور التي قد لا تروقك، غير أنك تجد نفسك مجبراً عليها، غير قادر أحياناً على التصدي لها، أو إعلان رفضك لحقيقة وجودها على الأرض التي تحملك، ولكنك ورغم ذلك ترغم نفسك على رفضها وبكل صمت لا يدركه سواك، وكل ذلك لأسباب تُقلبها برأسك هنا وهناك؛ لتتقلب معها هنا حيث هذا الذي تكره وتمقت ويُضرك، ولكنه يضمن لك راحة وهمية، وهناك حيث ذاك الذي تحبه وتوده وينفعك، ولكنه يخضع لمراحل صعبة ستتعبك قبل أن تصل لهدفك، وتحصل على مرادك، وهو ما يجبرك على تحمل الخيار الأول الذي لا خير فيه ولا فائدة منه أبداً. تنجب الدنيا وفي كل مرة من الأحداث ما يُفقدها صوابها؛ لتبدو مجنونة بكل ما يصلنا منها ونعيشه، والواقع يشهد بذلك عليه، حتى أننا قد سلمنا زمام الأمور للخيال؛ ليسرح كيف يشاء، ويبدع بتصوير القادم الذي نخافه ولكننا ورغم ذلك ننتظره؛ لنختبره ونتأكد ما إذا كان بالحجم الذي توقعناه؟، أم أنه قد فاق ذلك بكثير؟ وبأي حال لا بد وأن نختم ونقول (حسبي الله ونعم الوكيل). على السطور فلقد بدأت بكلمات كثيرة تصلح لكثر يعانون، ولا يعلم بتلك المعاناة التي تلتهم حضورهم سواهم من بعد الله، ولكني ومن بينها تلك السطور فلقد تعمدت بأن تُوجه هذه الكلمات لإنسانة قد بثت شكواها التي تُفجر قضية حساسة يَفجُر بها كُثر وللأسف؛ لثقتهم العالية بأن العقاب يسقط ما لم يظهر مَن يُطالب بحقه، قضية أخلاقية تفتقد للأخلاق؛ لأنها تقع ممن سبق له وأن وقع بوحل جعله يحسب بأن كل مَن حوله على شاكلته، ولا يختلف عنه، فإن انعدمت أخلاقه فهم كذلك أيضاً؛ لتجده وفي النهاية يسعى لممارسة الرذيلة، بل ويدعو إليها دون خجل ودون أن يصيبه الكلل، ولكن إلى متى؟ لن يظل الوضع على حاله، ولن تستمر ظلمة الليل طويلاً، فمما لا شك فيه إن الفجر قادم؛ ليعلن بداية جديدة ليوم جديد لا مكان فيه لنفس لا تملك النفيس، بداية ستكون متى وُضعت النهاية الصحيحة التي تستحق بأن تكون، و(اللبيب بالإشارة يفهم). وأخيراً فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]