19 سبتمبر 2025

تسجيل

كن مُلهِماً تجد من يُلهمك

23 ديسمبر 2014

(كُن مُلهماً تجد من يُلهمك) بهذه الكلمات البسيطة العظيمة، التي طلت وبكل هدوء علي هذا الصباح، بدأت يومي ومن بعده هذا المقال، الذي تعهدت بكتابته لعُشاق حرفي ممن يحرصون على متابعة هذا العمود؛ كي يخرج كل واحد منهم بالفائدة التي يرجوها لنفسه ومن قبل ذلك تلك الفائدة التي أرجوها له منذ البداية المطلقة، والتي تكون حين أهم ببناء هذا المقال، وما شعرت بأني أميل نحوه هذه المرة دون أن أنحرف عن موضوعي الأساسي (الذي لا أخرج عنه عادةً وهو الإبداع)، هو حرصي على تقديم تلك النصيحة التي ستُساعدنا على تحفيزه والحديث لازال يتمسك بـ (الإبداع)، الذي يمر بمراحل مختلفة منها ما نصبح فيه بأوج عطائنا، ومنها ما نُمسي فيه وكأننا لم نكن أبداً، وبين تلك المراحل نشهد الكثير الكثير من تلك المشاعر التي تجعلنا نرغب بالمتابعة، أو بالتوقف حيث نحن، وهو ما يكون لأسباب عديدة لن نخوضها جميعها، ولكننا سنقف على ذاك السبب الذي يُعرف بـ (الملل)، أي العدو الذي يحتاج إلى تغيير وتجديد يؤدي وبشكل حتمي إلى التطوير، خاصة مع ما نحبه ونحب القيام به، ولكننا نشعر فجأة بما يطعنه؛ ليواجه لحظات حرجة قد يعيش من بعدها؛ لنفعل نحن أيضاً، وقد يموت من بعدها؛ لنشعر نحن بموت رغبتنا بمتابعة كل ما كنا نحبه في السابق ونحرص عليه.أحبتي: لابد وأن ندرك ومن قبل أي شيء أن لكل واحد منا توجهه في هذه الحياة، وعلى الرغم من اختلاف التوجهات، إلا أن الرحلة التي نخوضها هي ذاتها، أي تلك التي تحتاج إلى العزم كما ذكرت سلفاً، وإلى تلك الحاجات الصغيرة، التي نعتقد بأنها كذلك، ولكنها وفي حقيقة الأمر كبيرة جداً بل وداعمة جداً جداً، تقوي المناعة، وتساعدنا على تجاوز كل محنة يمكن بأن تواجهنا ونحن في طريقنا نحوها رغباتنا التي نريدها ولا يدركها سوانا؛ لذا نجد بأننا نسير ونحاول الالتزام بذلك دون أن يوقفنا أي شيء، وإن كان ذاك المدعو (ملل)، الذي يقضي على الحياة ما لم يجد له منا ما يقضي عليه، والحديث عن التجديد الذي يكسر الروتين، ويجنبنا العيش على نغمة واحدة قد نسأم منها ما لم نتجاوزها بكل عبقرية لابد وأن تكون منا، فالطبيعي بأن نستمع إلى تلك النغمة كل الوقت، ولكن غير الطبيعي بأن نعيش عليها ومعها كل الوقت، وهو ما يعني أننا بحاجة ماسة إلى التعامل مع الأمر بعبقرية تامة تميزنا عن بعضنا البعض؛ ليظهر بيننا العبقري، الذي يدرك الكيفية التي تجنبه التأثر بها تلك النغمة والوصول معها إلى حد الملل، الذي سيمنعه من متابعة ما يحبه كما يحب، مما يعني أن الأمر يحتاج إلى عزم يصاحبه القليل أو الكثير (كما يحلو لكم) من التجديد بل والقدرة عليه، والتجديد الذي أتحدث عنه الآن هو ذاك الذي يخرق العادي، ويتجاوز المألوف وبكل قوة، ودون أن يردعه أي شيء، فالحديث عن التجديد الذي يجعلك تعيش كل لحظة من حياتك وكأنها الأولى منها، ولا تستطيع معها تكهن ما سيكون من بعدها؛ لتعطي وبكل حب لا ولن يعرف التوقف أبداً، حتى تتابع ما قد بدأته كما يحلو لك ولاشك ستصل.وماذا بعد؟إن شعرت يوماً بأنك قد فعلت الكثير، ولكن لا شيء من ذاك الكثير يروقك فتأكد بأن روحك تبحث عن الإبداع الحقيقي، الذي لم تكتشفه بعد، ولم تُكشف النقاب عنه؛ لذا واصل البحث عنه أكثر؛ كي تخرج به ومن ثم تخرج بنفسك للعالم بأسره، وبما أن الحديث قد وصل بنا إلى هنا، فلابد وأن أعود إلى الوعد الذي قطعته على نفسي في بداية هذا المقال، وهو تقديم النصيحة التي ستساعدنا جميعاً على تحفيز (الإبداع): لا تسمح للروتين بأن يخلق حاجزاً يفصلك عن الجديد، واحرص على كسره قبل أن يتمادى ويكون، فإن عجزت عن إدراكه ذاك الجديد، ولم تجده من أمامك، كُن مُلهما لغيرك، وستجد من سيلهمك ضمن دائرة (الإلهام)، الذي سيدور فيما بينكم؛ ليصل إليك بقدر ما ستتقدم به لغيرك، فإنها لحقيقة أدركتها من واقع تجربة حقيقية، حسبت معها بأن الإبداع قد توقف عني وانقطع، ولكنه ظل مخلصاً لي ووفياً، بفضل ما قد تكرمت به لغيري من إلهام ساهم بمضاعفة حجم إبداعهم، وهو الأمر الذي انقلب بأثره الإيجابي علي، فوجدت نفسي وقد عدت إلى إبداعي وسط دائرة تفيض بالإلهام. وأخيراً، وبذات الكلمات التي بدأت بها مقالي لهذا اليوم فلسوف أختم (كن مُلهماً تجد من يُلهمك).