05 نوفمبر 2025
تسجيلرست سفينة تونس على بر الديمقراطية والاستقرار وأكملت الفترة الانتقالية بنجاح، وفاز الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 68ر55 بالمئة من أصوات الناخبين مقابل 32ر44 بالمئة لمنافسه المنصف المرزوقي، وسطر التونسيون صفحة تاريخية بإنجاز هذا الاستحقاق بروح وطنية تستلهم روح ثورة الياسمين في أول انتخابات ديمقراطية نص عليها الدستور الجديد لعام 2014.طرفا السباق الرئاسي، السبسي والمرزوقي، ضربا نموذجا يحتذى، في قبول النتائج واحترام إرادة الناخبين، والمضي قدما نحو إرساء دعائم الديمقراطية الوليدة والتحلي بالروح الرياضية، والتزام جانب المصلحة العليا للبلاد والسعي نحو التوافق الوطني دون إقصاء أو تمييز، وتعزيز المكتسبات الديمقراطية وفي مقدمتها تعايش وتنافس المكونات السياسية على اختلافها بأسلوب حضاري، أثبت إمكانية التعايش بين الإسلاميين والقوى السياسية الأخرى وقبول الآخر والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، تؤسس تونس لمسار جديد للربيع العربي الذي أثمر هذه التجربة الديمقراطية بعيدا عن العنف، ومن الضرورة بمكان إكمال المسيرة بإصلاحات في كافة المجالات، وأن يكون الانتقال الاقتصادي والاجتماعي لصالح كل التونسيين، رسالة التونسيين إلى كافة الشعوب التي تطمح في مستقبل أكثر سلمية وديمقراطية وازدهارا، هي: إن المستقبل للحرية وحكم الشعب ودولة القانون وإن الاستبداد إلى زوال، وإن الشعوب العربية قادرة على تقديم نموذجها في تربة خصبة ومثمرة، وإن تعزيز هذه المكتسبات بتكاتف جهود الجميع دون إقصاء، يستحق التونسيون كل التقدير والاحترام في تقديم هذا الدرس الديمقراطي، وكسب الرهان في تأسيس حكم مدني، وممارسة الشعب لحقه في اختيار من يحكمه ويمنحه ثقته، فضلا عن الانتقال السلس من حكم الاستبداد إلى حكم دولة القانون، مهدت له ثورة كانت مصدر إلهام.