11 سبتمبر 2025

تسجيل

ابدأ بقتل النمل!

23 نوفمبر 2021

من الجيد أن يعبر الانسان عن شعوره. ومن الأفضل أن يلاحظه ويفهمه سواء أكان هذا الشعور "إحساس" أو "مشاعر"، فالمشاعر هي ما نشعر به في داخلنا مثل الوحدة والحسد والغيرة والسعادة والأمل وغيرها. أما الأحاسيس فهي ما نشعر بتأثيره المادي على أجسادنا مثل البرودة والدفء والقشعريرة والغثيان والأدرينالين وغيرها من الأحاسيس. وكلما ركزنا على شعورنا (من مشاعر وأحاسيس) كلما كبر الشعور وارتفع في داخلنا إلى أن يصل إلى عقلنا. وما إن يعتاد العقل هذا الشعور حتى يألفه ويصاحبه ويصبح محل تركيزه واهتمامه، وكأنه لا شعور غيره. إن كنا نقلق كثيراً في السابق، سنصبح قلقين أكثر بسبب وبدون سبب في المستقبل. وإن كنا متفائلين معظم الوقت سيصبح التفاؤل شيمتنا وطبيعتنا السائدة.. وهكذا. نحن حبيسو شعورنا الذي نفكر فيه ويشغل بالنا. قد يكون سبب هذا الشعور واقعنا أو أفكارنا. فقد يدفعنا واقعنا أو الناس من حولنا إلى الشعور بشعور معين مثل الفرح أو الكآبة، وقد تدفعنا أفكارنا أو خيالاتنا إلى ذلك سواء أكانت أفكار إيجابية أو سلبية تلك التي تمدنا بالسعادة أو الحزن أو غيره. وما إن ندمن شعورا ما حتى تتغير حياتنا، إن كان شعورا إيجابيا، نصبح نشيطين مفعمين بالحب والأمل، وإن كان شعوراً سلبيا يغلبنا القلق والتوتر ويخيم السواد على عالمنا. إذاً، فحياتنا تحركها أفكارنا وبالتالي شعورنا نحو أنفسنا ونحو غيرنا والعالم. الانسان المؤمن بالقضاء والقدر، سينهض بعد كل كبوة، والمكتئب القانع بحظه العاثر، سيلجأ إلى الحزن في كل مرة يحاول فيها الناس إسعاده. ومن منا يرغب في أن يكون المكتئب العاثر؟ لا أحد يطمح إلى حياة تعيسة، ولكننا ندمن مشاعرنا كما يدمن الأطفال الحلويات ويدمن البالغين التدخين. وكما نستطيع التوقف عن شراء الحلويات للصغار والتوقف عن شرب السجائر، نستطيع أيضاً وقف الأفكار السلبية. يشرح الدكتور الأمريكي دانيال آيمن في كتابه (غير عقلك.. غير حياتك) طريقة من الطرق التي يستخدمها لمساعدة الناس على وقف إدمان الأفكار السلبية، وهي طريقة ant therapy أو (علاج الأفكار السلبية الأوتوماتيكية) (AUTOMATIC NEGATIVE THOUGHTS THERAPY) والتي فيها يشبه الأفكار السلبية التي تطرأ أوتوماتيكياً في عقولنا "بالنمل". ويجب علينا منع تجمعات النمل في عقولنا عن طريق ملاحظة كل "نملة" تدخل إلى عقولنا، فنعترف بوجودها ومن ثم نكتبها-أي الفكرة السلبية-على ورقة. ومن ثم نكتب ردنا أو دحضنا لهذه الفكرة السلبية، كأن تكون الفكرة السلبية: (أنا لست مصمم جيد)، وأن يكون الرد على هذه الفكرة: (ولكن جميع تصاميمي تُباع!). وهكذا.. حتى نقتل جميع النمل في رؤوسنا!. يمكننا استرداد مشاعرنا ما إن نسترد أفكارنا ونطوعها لمصلحتنا. الفكرة لا تكون أقوى من صاحبها إلا بإذنه، والشعور لا يكبر إلا بيد الفكرة، وأنت عزيزي القارئ، سيد الفكرة والشعور، فماذا ستفعل إذاً؟ تستطيع أن تبدأ بقتل النمل في رأسك!.