24 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وعمان.. نافذة واحدة وشراكة واعدة

23 نوفمبر 2021

تعكس الحفاوة القطرية الرسمية والشعبية بضيف قطر جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان المكانة الكبيرة التي يحظى بها جلالته وتحظى بها السلطنة في قلوب أهل قطر. وتجسد زيارة السلطان لدولة قطر في ثاني زيارة خارجية لجلالته مكانة قطر لدى السلطنة والتي عبر عنها جلالته في أكثر من مناسبة. وغني عن القول العلاقة النموذجية والمتجذرة في التاريخ بين البلدين الشقيقين وهي تتسم بالثبات كونها تنطلق من مبادئ وقيم وتؤطرها علاقات أخوية قائمة على الاحترام المتبادل والحرص على المصالح المشتركة وتوجت أمس باتفاقيات تؤطر لهذه العلاقات عبر شراكات واعدة للتعاون في كافة المجالات، خاصة الصناعة والاستثمار والتجارة والسياحة والنقل. ومما يجدر التوقف عنده بمزيد من التقدير حرص جلالة السلطان هيثم بن طارق على أن يكون استاد البيت أول معلم يزوره في قطر وهو عنوان لدلالة واضحة راسخة هي أن سلطنة عمان من أهم الداعمين لدولة قطر في تنظيم كأس العالم وإظهارها بصورة تليق بالعرب والخليج. لقد حرصت دولة قطر عبر التاريخ على توطيد علاقاتها مع سلطنة عمان انطلاقاً مما يجمع القيادتين والشعبين من علاقات أخوة وليس بالمنطق المعتاد للعلاقات التجارية بين الدول التي تراعي ميل الميزان التجاري وهو ما لا تلتفت إليه منطلقات العلاقة بين قطر وعمان نظراً لخصوصيتها التاريخية وثوابتها الراسخة في كافة المواقف. لقد ظلت دولة قطر وسلطنة عمان في كافة المراحل التي مر بها الإقليم تنظران من نافذة واحدة تجاه الأحداث والتوترات التي شهدتها منطقة الخليج وتنطلق من ضرورة حل كافة الأزمات عبر الحوار وانطلاقاً من احترام ثوابت الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ومراعاة روابط الأخوة ووحدة المصير. هذا النهج كان من شأنه استضافة الدوحة ومسقط لعدد من الوساطات الناجحة أدت إلى تخفيف حالة الاحتقان وعدم الاستقرار التي عانت منها عدة دول وعزز مكانة مجلس التعاون الخليجي الذي يعد مظلة ومنظومة لدول المنطقة تحرص الدولتان على استقرارها ودعمها بالمبادرات المتواصلة. لقد آن الأوان لتنعم شعوب المنطقة بثرواتها في أجواء من الاستقرار والتنمية والتعاون وترجمة علاقات الأخوة التي تجمع الشعوب إلى اتفاقيات شراكة تحقق التكامل لا التنافس بين دول المنطقة وهذا ما تحرص عليه الدوحة ومسقط خاصة بعد القمة التي لا شك ستشكل منعطفا في مسيرة علاقات البلدين الشقيقين.