13 سبتمبر 2025

تسجيل

اللعبة غيرعادلة!

23 نوفمبر 2016

الحسبة لم تكن عادلة للوصول إلى نتائج منصفة، ففي الانتخابات الأمريكية 2016م، لاختيار رئيس للأربع سنوات القادمة، حصل فيها أحد المرشحين (هيلاري كلينتون) على عدد من الأصوات فاق ما حصل عليه المرشح الآخر (دونالد ترامب)، إلا أن ذلك المرشح صاحب الأصوات الشعبية الأكبر عدداً بفارق مليون صوت خسر الانتخابات! ويرجع ذلك الى نظام "المجمع الانتخابي" (Electoral College)! الذي يُكلف من خلاله ناخبون عن كل ولاية بانتخاب رئيس البلاد ونائبه، اذ لا يختار الناخب الأمريكي عمليا في يوم الاقتراع رئيسه مباشرة، بل يمنح صوته لأحد المندوبين في الولاية التي يصوت فيها. يواجه هذا النظام اليوم الكثير من الانتقادات وهناك مظاهرات وحملات توقيع مليونية تطالب بإصلاحات سياسية وإلغاء المجمع الانتخابي والاعتماد على التصويت المباشر. بربارا بوكسر، السيناتورة عن ولاية كاليفورنيا أشارت إلى أنه نظام قديم، ومنافٍ للديمقراطية، ولا يعكس صورة أمريكا الحديثة، ويجب تغييره فورًا، فكل الأمريكيين يجب أن يملكوا ضمانة أن تحسب أصواتهم. المدافعون عن نظام "المجمع الانتخابي" يؤكدون أنه يحافظ على النظام الفدرالي الأمريكي،، بدلا من التركيز على الولايات الحضرية الكثيفة سكانيا، فلو كان تحديد الفائز بالرئاسة يتم عن طريق الأصوات الشعبية فقط، لما أصبح للولايات الصغيرة تمثيل، إذ سيركز المرشحون على الولايات الكبيرة. لكن الخبير ديفيد كوين يذكر أن النظام صمم بحيث يمنح وزناً أكبر لهذه الولايات الأصغر حجماً والأقل سكاناً والأكثر محافظة. وأن واحداً من الأسباب التي حفزت "الآباء المؤسسين" على إيجاد هذا النظام في المقام الأول، هو منح الولايات الصغيرة سلطاناً يخولها التأثير في العملية الانتخابية ولمساعدة الولايات التي كانت تتعامل في الرق وإعطائها قدرة في التأثير السياسي بما لا يتناسب مع حجمها الحقيقي.في المقال الأخير الذي نشرته مجلة "فورين أفيرز" شدد فرانسيس فوكوياما، على أن إصلاح النظام السياسي الأمريكي المتهاوي لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق صدمة خارجية قوية؛ من شأنها تعديل حالة التوازن الحالي، وإجراء إصلاح حقيقي.