14 سبتمبر 2025
تسجيلتصاعدت رائحة الكبريت .. فجأة و بلا سبب منطقي في تلك المنطقة المهجورة من شاطئ البحر .. قبل أن يظهر من العدم كائن أسود اللون .. تشع النيران من عينيه .. وتسيل الدماء من شدقيه .. كان مرعبا للغاية، ولا شك أنه الشيطان.جلس الشيطان متربعا فوق الأرض، كان يطير حقا لا مجازا، دون أن يتحرك من مكانه، مثل طائرة أباتشي أمريكية.مضت دقائق ثم ظهر شيطان صغير له قرن واحد، ومثل بين يدي سيده، مقبلا قدميه المشتعلتين ثم قال : جئتك من الكنيست بنبأ عظيم.ضحك الشيطان ثم قال : مازلت غرا ساذجا، يا ذا القرن الواحد، لكن هات ماعندك، لعل تدريبي أثمر، وتطورت جرائمك مقارنة بآخر مرة جئتني فيها؟!.فأخذ الشيطان ذو القرن الواحد يروي كيف أنه وسوس بنجاح للصهاينة بأن يمنعوا الأذان عبر مكبرات الصوت، في القدس والخط الأخضر وقرب المستوطنات.هز الشيطان كتفيه لامباليا، لأن الجريمة تافهة، وبسيطة بالنسبة للصهاينة، الذين يتعلم منهم في بعض الأحيان، نظرا لدهائهم، وابتسم وهو يتذكر آخر اجتماع مع رئيس وزرائهم.إلا أن الشيطان ذا القرن الواحد والمتحمس كثيرا نظرا لحداثة سنه، تابع حديثه وقال : ماسبق الجزء الأول من الخطة، أما العبقرية فتجلت في أنني جعلت أحد النواب العرب يؤذن في الكنيست، وأغويت الصهاينة بأن يتركوه يكمل أذانه.ظلت اللامبالاة مرتسمة على وجه الشيطان، الخبير ببواطن الأمور.في حين تابع الشيطان الصغير ذو القرن الواحد : انتشرت الصورة مع الفيديو انتشار النار في الهشيم، عبر شبكات التواصل.صمت ذو القرن الواحد قليلا، بلع خلالها كمية من الديدان التي كادت أن تخرج من أمعائه، ثم قال : الآن .. أصبح العرب أنفسهم يروجون لديمقراطية الصهاينة، وسماحتهم، حيث شاهد العالم، الملايين شرقا وغربا، أنهم يتركون العرب يعبرون عن رأيهم كيفما شاؤوا دون منع أو قمع إن تناغموا مع المنظومة الإسرائيلية!.وبذلك يبررون ضربهم للمقاومة من خلال مصطلح قمع الإرهاب، وربما قريبا القضاء على داعش.ضحك الشيطان وزلزل صوته أرجاء المكان، وهو يراقب تجسد شيطان أحمر اللون، ثم قال بصوت كأنه يأتي من قعر جهنم : العرب أغبياء، وأصدقاؤنا الصهاينة أذكياء، وهذا المشهد ليس بجديد على الطرفين، الطرف الغبي يخدم عدوه الذكي من حيث لايدري.أصاب الإحباط ذا القرن الواحد، فسال اللهب من عينيه، وهو يشاهد الشيطان، يشير للشيطان الأحمر كي يقترب ويتكلم.فقال الشيطان الأحمر : لقد فرقت بين نبيل وفضيلة .. جعلت نادلة في مطعم تغوي نبيلا فخان زوجته، ثم طلقها بعد صراع مرير، امتد لأشهر.قال الشيطان : نبيل وفضيلة .. العاشقان المشهوران.أجابه الشيطان الأحمر بسعادة وفخر : نعم !نهض الشيطان من مكانه وعانق الشيطان الأحمر، فتصاعد منهما النار والدخان الكبريتي، وهو يقول : أنت رائع .. تستحق أن أقربك مني.ثم أوضح للجميع، بأن أفضل إفساد يمكن أن يصنعه شيطان، هو تفكيك البنية الاجتماعية والأخلاقية في أي مجتمع، حيث يغدو المجتمع بعد ذلك رخوا مهلهلا، بلا حصانة أو خطوط دفاعية، جاهزا لسيطرة كل شياطين الدنيا، إنسا وجنا.