18 سبتمبر 2025
تسجيللم تكنْ أخطاءُ الحُكَّامِ في دورةِ كأسِ الخليجِ الحاليةِ بسيطةً، بل بلغَتْ حداً من الخطورةِ والسوءِ بحيثُ أثَّـرَتْ سلباً على نتائجِ بعضِ الـمبارياتِ، فظُلِـمَتْ منتخباتٌ جديرةٌ بالفوزِ حين فازَ سواها بسببِها. وعندما نتحدثُ عن الظلمِ، هنا، فإننا نتحدثُ عنْ جهودٍ جبارةٍ بذلَتْـها الدولُ الـمشاركةُ لإعدادِ منتخباتِها، وعنِ الـمشاعرِ الوطنيةِ، وأحلامِ الجماهيرِ وآمالِها، وسَـعْيِ الجهاتِ الرسميةِ وجهودِ التربويينَ والإعلاميينَ لنَـشْـرِ الروحِ الرياضيةِ واستثمارِها في التنميةِ الشاملةِ. بمعنًى آخرَ، فإنَّ أخطاءَ الحُكَّامِ، دائماً، تُعْـتَـبَرُ مُعَـوِّقاً نفسياً يحرمُ الروحَ الرياضيةَ من التَّرَسُّـخِ في نفوس الشعوبِ التي تعلَّقَتْ قلوبُها بمنتخباتِها.اختيارُ الحُكَّامِ مسؤوليةٌ عظيمةٌ لابدَّ أنْ يتولَّاها مُختَصُّونَ في التحكيمِ، قادرونَ على الـمُفاضَلَـةِ بينَ مَنْ يختارونَهم من حيثُ الكفاءةِ والأهليـةِ. وللأسفِ، فإنَّ عمليةَ اختيارِ بعضِهِم لإدارةِ مبارياتِ البطولةِ لم تكنْ مُوفَّقةً، لكنَّ أداءَهم الضعيفَ كان عاملاً جيداً في جانبٍ آخرَ، لأنَّـهُ دفعَ بنا للبحثِ في سُبُلِ تفعيلِ التواجدِ العربيِّ في الاتحادِ الدَّوليِّ لكرةِ القدمِ، الفيفا، من خلالِ القيامِ بجهدٍ جماعيٍّ للشؤونِ القانونية باتحاداتِ الدولِ الـمُشاركةِ لإعدادِ مشروعاتٍ تستهدفُ تعديلَ بعضِ القوانينِ الدوليةِ للعبةِ، ومنها بخاصةٍ تلك الـمتعلقةُ بكيفيةِ احتسابِ نقاطِ الـمباراةِ عند ثبوتِ وجودِ أخطاءٍ تحكيميةٍ فادحةٍ.لنتحدثْ بوضوحٍ وصورةٍ مباشرةٍ، فنقولُ إنَّ الدولَ الـمُشاركةَ في كأسِ الخليجِ، وبخاصةٍ دول مجلسِ التعاونِ، أعضاءٌ فاعلونَ مؤثِّرونَ في الفيفا، ولا تنقصُنا الكفاءاتُ الـمؤهَّلةُ علمياً وعملياً في الـمجالِ الكرويِّ، لكننا نفتقرُ إلى العملِ الجماعيِّ الذي يجعلُنا نُخاطبُ الفيفا بصوتٍ واحدٍ، ويصنعُ لنا تأثيراً في الساحتينِ الكرويتينِ الآسيويةِ والإفريقيةِ يدعمُ خطابَنا. وهذه مسؤوليةٌ لابدَّ لها من قرارٍ يُتَّخَـذُ داخل مجلسِ التعاونِ كمنظمةٍ عليا تجمعُ دولِنا، حيثُ نلاحظُ في جهودِ اللجانِ الـمَعنيةِ بالشأنِ الرياضيِّ أنها ذاتَ طابعٍ احتفاليٍّ إعلاميٍّ، وليس فيها مساعٍ لوَضْـعِ تشريعاتٍ تهدفُ لإيجادِ صيغةٍ رسميةٍ تُوَحِّـدُ الاتحاداتِ الرياضيةِ في كلِّ اللعباتِ.نبضةٌ خليجيةٌ:خليجُنا واحدٌ، ولأنه كذلك فإننا مُطالَبون بالدعوةِ لتوحيد الجهودِ في مجالِ كرةِ القدمِ لنصنعَ التأثيرَ لنا دولياً، ونُسهمُ إيجاباً في التنميةِ الرياضيةِ، ومن هذا الـمُنطلقِ نقولُ إنَّ إعدادَ وتأهيلَ وتقديرَ حكمِنا الخليجيِّ من ركائزِ النهضةِ الكرويةِ في بيتِنا الخليجيِّ الكبيرِ.