28 سبتمبر 2025
تسجيلغزة: على قدر أهل المدينة يأتي الحصار / يأتي المعزّون / يأتي الرثاء العنين / وتأتي طيور الحديد / وتأتي القذيفةُ / عشرون صمتاً يدثّر هذا الحصار / وقلب أبي لم يزل في ضلوعي / لأجلك ِ عادت نصوص الثقات إلى حلقة الدرس / وأولادنا في مهبّ القصيدة عادوا كذلك / أحنّ إلى وطنٍ أخضر الكلمات / أحنّ إلى صفحةٍ في كتاب الأغاني / عليّ إذا عدتِ من فسحة الموت وشوط البكاء الأخير / وجمجم إثركِ رهطٌ من البؤساء القامشلي : على كفّ قناصة يستريح الحمام من الموت / ثمة حزن قليل / وريح تجيد التقية / ثمة طاقية تستميل الرؤوس إليها / وثم طريق إليك / يلوّح لي / فأراه جديراً بشوق خطاي / إذاً لا تعدّي عليّ حروف السفر / ولا تشرحي لي كيف ينام الحمام على كفّ قناصة / ويرخي على موتنا شغباً أو هديلا / ولا تشرحي لي إذا كان دربي إليك طويلاً طويلا / سأعثر يوماً عليّ / إذا ألفتني الخناجر / تغمد آهاتها في متاحي / وتشكرني / سأعثر يوماً على بعض خوفي يموت من البرد / على باب قناصة في مهب الضغينة .. تعلو/ سأعثر يوماً عليّ / فلا تتقصّي خطوط المتاهة / وحدي كما كنت وحدي / أزف اخضراري إليك / وأنشج حينا وأنشج حينا.. فقط كي يقول لي العابرون: عرفنا ضياعكَ فاصعد إليهِ / ولا تتخذ جبلا يرتديكَ / وينسى المدينة. رأس العين : فنجان الموت يسيل على ثوب امرأة من دون يدين / بيتٌ يلعب في تشرين ويرمي حجر الجدران إلى الخارجِ / ثمة كرة من نارٍ .. جاءت من أين؟ ثمة بنتٌ تخفي وجها يتوضأ بالحسن وتنده يا ربّ احمِ بلادي / والطف لي بعريس الزين / ثمة مدرسة .. كانت مدرسة .. تبحث في الملعب عن أقدام الصبية / ملأوا الحوش صراخاً / لم يأتوا بالأمس ... الصبية أين؟ دكاكين الحارة أين؟ الناس المشغولون بحنطتهم .. أين ؟ .....يا ليل يا راس يا عين. دير الزور الحديقة مشغولة بالطيور/ فلا تسألوا ولداً يستبيح الغيابِ عن الآفلينَ / ولا تسألوا قمراً عالي الأغنياتِ /عن الراحلين إلى نومهم / آه.. لا تسألوا عابراً حافي الذكريات/ عن الوردة الذابلةْ/ ولا تسألوا سلم الوقت / حين تفيءُ الظلالُ إلى ما يُسمَّى المساء/ ولا تسألوا سلّة المرحلةْ / عن خطوط المتاهة في صفحة الأسئلةْ.