10 ديسمبر 2025
تسجيلساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في نشر خصوصيات الشخصيات العامة والخاصة، بل وأصبح البعض يتعمد نشر صور وفيديوهات خاصة جداً وفي أوضاع وأماكن غير لائق نشرها، ولم يعد البعض يؤمن بالخصوصية والحدود في النشر، فقد ينشر خصوصيات غرفة النوم مما يشجع الخاصة من المتابعين على نشر خصوصياتهم لينالوا الشهرة أو من باب التقليد فأصبحت تلك المنشورات عادية ومُتقبلة جماهيرياً عند البعض رغم أبعادها السلبية! سابقاً كانت الصحف الصفراء تبحث عن أخبار النجوم والمشاهير وتضيف إليها البهارات لتثير البلبلة حول ذاك الفنان أو غيره، وغالباً ما كانت الصحف ووسائل الإعلام التقليدية هي المُحرك الأول للجمهور ومن خلال تلك الأخبار ممكن أن يشتهر الفنان أو الإعلامي ويصل للنجومية أو أن يخفت نجمه لأن الصحافة استبعدته ولم تسلط الضوء عليه أو تكون ساهمت في نشر إشاعات مغرضة قد تسيء لسمعته وتطيح بنجوميته، وكان يحدث ذلك باعتبارات شخصية وحرب بين النجوم والصحافة وشركات الإنتاج، في عصر التواصل الاجتماعي أصبح النجوم وأهلهم يتهافتون على نشر أخبارهم وصور غير لائقة كان في السابق يترصدها المصورون (باباراتزي)، وربما ليصل الشخص للترند قد لا يتردد في نشر صور غير لائقة أو خادشة للحياء لزيادة عدد المتابعين والمشاهدات. ومؤخراً تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي أخبار الفنانة شيرين عبدالوهاب، ووضعها المأساوي الذي وصلت له بسبب تعلقها وحبها لزوجها، وكثر الحديث والإشاعات عن أخبارها وربما إدمانها وتعرضها لحالة نفسية قد تقضي على مستقبلها المِهني، ورصدت تلك الحسابات تفاصيل حياتها وعرضتها للجمهور وتصريحات أهلها التي تسببت في فضح الوقائع أكثر مما دفع البعض لاستغلال الوضع والاصطياد في الماء العكر كما يقولون، والمطالبة بمحاكمتها أو معاقبتها أو غيره، فما تم نشره سمح للقاصي والداني الحُكم على فنانة أعطت الفن مشاعرها وأحاسيسها بل ووصلت تلك المشاعر للعالم العربي أجمع، وعاش لحظات الرومانسية بإحساس عبر صوتها واختياراتها التي لامست الجميع، ومحافظتها على الروح الشقية والعفوية التي كانت تتميز بها، وربما تلك المشاعر المرهفة حولت حياتها إلى جحيم في ظل استغلال مكانتها وصدق مشاعرها وطيبتها، وعوضاً عن التستر على حالتها ومحاولة إصلاح حالها وانتشالها من الضياع لتبقى أماً لبناتها وإنسانة تتمتع بحياتها وخصوصيتها سعى أهلها إلى فضح تفاصيل حياتها معتقدين أنهم يحمونها بل على العكس تماماً بتصريحاتهم الأخيرة هم دمروا سمعتها وهزوا مكانتها الفنية والإنسانية. وللأسف أن بعض الحسابات الساعية للشهرة تتهافت على نشر الفضائح وربما تصمت وتمتنع عن نشر الأخبار الطيبة والإنجازات والمصيبة الأكبر أن شريحة كبيرة من الجمهور أصبحت تتعطش للفضائح وتسعى لتناقلها ولا يقف عندها الخبر وكأننا أصبحنا في مستنقع لا نتناقل إلا الأخبار السيئة والإشاعات ونَتشمت بمصائب الآخرين متناسين أننا قد نكون في يوم من الأيام عرضة لتناقل أخبار حياتنا مما سيؤثر على نفسياتنا عندما نكون حديث المجتمع السلبي. بقدر ما لشبكات التواصل الاجتماعي من إيجابيات وقرّبت الثقافات والمجتمعات وجعلتنا أكثر تواصلا وقرباً من الجميع ومدتنا بالكثير من المعلومات والمعرفة وعرفتنا على شخصيات كثيرة منها الصالح ومنها الطالح وأعطتنا الفرصة لنميز بين الغث والسمين (في حالة الشخصيات الواعية)، إلا أنها ساهمت بتدمير حياة البعض وإدخالهم حالة نفسية مرضية، وكشفت المستور وسعت إلى تقديم فضائح الناس وتداول خصوصياتهم بطريقة بشعة تؤثر في الشخص نفسه وفي المتلقي. لنحاول إحسان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وستر الخصوصيات وإظهار الجوانب الإيجابية ووقف الإشاعات والأخبار السيئة عن الآخرين وعدم الخوض فيها وتداولها ليعيش الجميع في سلام!