20 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر الرابحة رغم الحصار

23 أكتوبر 2017

جاءت جولة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون امس بالمنطقة لتفضح نوايا دول الحصار؛ وتعري مواقفها المتعنتة الرافضة للدخول فى حوار لاحتواء الازمة؛ التى تعصف بالخليج والتى دخلت شهرها الخامس. تيلرسون قالها صريحة (انهم لا يريدون الحوار..وان واشنطن لا تستطيع ان تمارس ضغوطا لفرض حلول للازمة؛ وبذلك يكون قد رمى الكرة فى ملاعب دول الحصار. محملها بشكل مباشر مسؤولية استمرار الازمة.وبالمقابل اكدت قطر موقفها الثابت من الازمة القائم على الحوار؛ انطلاقا من حرصها على استمرار مسيرة مجلس التعاون الخليجى؛ وهو ما عبر عنه بكل وضوح سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في المؤتمر الصحفى مع تيلرسون؛ حيث اعتبر (ما يتردد عن تأجيل قمة التعاون القادمة يعكس مخططات دول الحصار لتصعيد الازمة وعدم تجاوزها).وهكذا فان المؤكد والثابت ان الدوحة تعاملت مع الازمة منذ تفجرها بكل مسؤولية اخلاقية ووطنية؛ وراعت كل القيم الانسانية واخذت فى اعتبارها وشائج القربى والدم مع الاشقاء — رغم حصارهم لها — واختارت لغة الحوار الدبلوماسى الراقى الذى يحترم السيادة ؛ بديلا عن اساليب التجريح والتشكيك وتسفيه المواقف والادوار؛ واطلاق حملات الاتهامات بلا ادلة ؛ وتحلت الدوحة فى سبيل ذلك بقدر كبير من الشجاعة والحنكة السياسية فى مواجهة ادعاءات دول الحصار؛ وراحت تفند بحجج قانونية مطالبهم الجائرة فى أروقة المنظمات الدولية؛ بدبلوماسية هادئة متزنة ثابتة تخلو من الانفعال والتوتر.عموما يمكن القول — وبحسابات الربح والخسارة فى عالم السياسة — إن قطر ورغم الحصار هى الرابح الاول دبلوماسيا ؛ بعد ان اسقط المحاصرون بتعنتهم ومؤامراتهم عن انفسهم ما تبقى من اوراق التوت؛ ولتفتضح مؤامراتهم ومساعيهم السيئة امام المجتمع الدولى؛ الذى اقتنع بسلامة وصحة موقف قطر فكسبت تعاطفه وخسره الآخرون.كنا نحسب ان قادة دول الحصار على مستوى المسؤولية القومية والوطنية وعند تطلعات شعوبهم ؛فينفتحون على دعوات الحوار لانقاذ سفينة مجلس التعاون ؛ وجرها الى بر الأمان حتى لا تبحر الى المجهول بشعوبها.