13 سبتمبر 2025

تسجيل

لكم الله يا جماهير الرهيب

23 أكتوبر 2013

وقف الشاعر العربي الجاهلي طويلاً على الأطلال يناجيها ويُضفي عليها من روحه ومشاعره، ونقف اليوم، مثلهُ، على أطلال تاريخ المجد الكروي لأنديتنا الرياضية الكبيرة جماهيرياً نُحدثها ونحاول بَـعْـثَ الروحِ فيها، لكنها تظل أطلالاً تتردد فيها أصداء نداءاتنا لبُرهةٍ ثم يطويها الصمتُ الأليم. الأمة الريانية، لا تستحق أنْ يُقابَـلَ حبُّها العظيمُ للرهيب بهذه النتائج المخزية، ولا أنْ يكون مصير هدير تشجيعها الذي اعتدنا اهتزازَ الملاعبِ له هذه السلبية والتراجع في مستوى الأداء، ولا أنْ تُـهْـدَرَ الإمكاناتُ الكبيرةُ الـمُتَـوَفِّـرةُ لدرجة أنَّ النادي استقر في المرتبة قبل الأخيرة في ترتيب فرق الدوري. ننظر في الملاعب فلا نجد الفريق الذي ننتظره بفارغ الصبر، وإنما فريق من لاعبين يتوزعون على خطوط اللعب دون فاعلية، وتحتضن آمالُنا اللاعبين المواطنين الشباب الذين يبذلون أقصى ما عندهم، لكنهم لا يجدون لاعباً محترفاً يصقل احتكاكهم به خبراتهم، فالمحترفون، في الرهيب، يتوقف بريقهم عند حدود أسمائهم الكبيرة ولم نستشف منهم قدراتٍ على تقوية الخطوط التي يلعبون فيها، ولا أداء يجعل اللاعب المواطن مسنوداً لحين بلوغ مهاراته الحَـدَّ المطلوبَ، ولنتحدث قليلاً بلغةٍ فنيةٍ، حيث تخلو خطوط لَـعبِ الفريق من قائدٍ يُوَجِّـهُ زملاءه ويكون نقطةَ ارتكاز لهم، مما يجعلنا نتساءل عن معنى وجود لاعبين محترفين فيها أصلاً. نناشد إدارة النادي باستغلال فترة الانتقالات الشتوية لتغيير المحترفين بآخرين لا يُشتَـرَطُ فيهم إلا الكفاءة والفاعلية دون الاهتمام برنين أسمائهم، وأن تُعنى بالإعداد النفسي للفريق بحيث ينافس في القسم الثاني من الدوري على بلوغ مرتبة جيدة، وأن تضع نُصبَ أعينها أنَّ كرتنا القطرية وملاعبنا التي تفتقر مدرجاتها للتواجد الجماهيري بسبب تراجع أداء الأندية، بحاجةٍ لوجود الريان فريقاً منافساً قوياً. من نافلة القول إنَّ مستوى أداء الرهيب في الدوري، يجعلنا نتخوف من نتائج مشاركته في دوري أبطال آسيا، حيث إنه سيلعب مع فرقٍ بعضها خاض بطولةَ دوري قوية في بلاده وسينافس بروحٍ قتالية تستند إلى لاعبين ذوي خبرة وكفاءةٍ، وإلى إعدادٍ رفيعٍ فنياً ونفسياً. لا نستطيع إلا دعوة الأندية الكبيرة جماهيرياً للاستفادة من تجربة نادي السيلية الـمُتَـجَـدِّدَةِ في اختيار المحترفين، واستثمار الطاقات والإمكانات المتاحة على أكمل وجه، فهذا النادي استفاد من أخطائه في السنوات السابقة، فقدَّم مستوى رفيعاً في الجولات الخمس الأولى في هذا الموسم، ونتمنى استمراره في العطاء والمنافسة. لكم الله يا جماهير الرهيب، فقد تكاثرت الجراحُ في قلوبكم حتى صرتم لا تشعرون بألم الجديد منها.