16 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت نتائج اجتماع "أصدقاء سوريا" في لندن ملبية إلى حد بعيد لشروط نجاح مؤتمر "جنيف 2" المرتقب لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المتفاقمة ميدانيا وإنسانيا تحت إصرار النظام على فرض الحل الأمني. وأجمع "أصدقاء الشعب السوري" على ألا يكون لرأس النظام، بشار الأسد، أي دور سياسي في سوريا الجديدة، كما اتفقوا على دعم وتشكيل هيئة انتقالية للمعارضة السورية للمشاركة في المؤتمر المقرر عقده الشهر المقبل. وكان بيان "اصدقاء سوريا" واضحا بان مؤتمر السلام ينبغي ان يكون فرصة "لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية". واضاف البيان أنه "حين يتم تأليف الحكومة الانتقالية، فان الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يضطلعوا بأي دور في سوريا". من هذا المنطلق يكون الأساس العملي للانطلاقة السياسية لمؤتمر "جنيف 2" قد وجد الأرضية المناسبة بتحقيق الشروط المذكورة، إذ أنه من المستحيل، بل سيكون ضربا من استغفال العالم والتلاعب بمشاعره، أن ينعقد هذا المؤتمر تحت أي شرعية، أو اعتراف بسلطة نظام الأسد على إدارة الأمور في سوريا، أو التحكم في مصير آلاف السوريين الذين ضحوا بدمائهم وقدموا حياتهم ثمنا للحرية والديمقراطية. والمهم في هذا الإطار، كذلك، أن الائتلاف سيحظى بالدعم الكامل من المجموعة الدولية في سبيل نيل حقوقه المشروعة، وتحقيق مطالبه العادلة. مؤتمر "جنيف 2" سيكون اختبارا جديا وحاسما لمصداقية المجتمع الدولي، الذي فشل حتى الآن في حمل النظام على وقف مجازره الوحشية، وسياسته العدوانية تجاه شعبه، وسيكون هذا المؤتمر اختبارا للأمل في تجاوز فشل الماضي، وتجاهل ضحايا القتل والدمار، خاصة بعد جريمة الغوطة والاكتفاء بتدمير السلاح النووي، وسيكون هذا المؤتمر اختبارا حقيقيا لمدى صدق النوايا، فلننتظر النتائج.